عاجل

صعود مفاجئ للروبل الروسي وسط تحديات العقوبات الغربية

الروبل الروسي
الروبل الروسي

ارتفع الروبل الروسي بأكثر من 40% خلال الفترة الأخيرة، في تطور اقتصادي مفاجئ على خلفية العقوبات الغربية المستمرة ضد موسكو، وفقًا لما أكده ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية، خلال مداخلة تلفزيونية على قناة «القاهرة الإخبارية»، مع الإعلامية دينا سالم في برنامج «المراقب».

وأشار ديميتري بريجع إلى أن هذا الأداء غير المتوقع للروبل، جعله يتصدر قائمة أفضل العملات أداءً عالميًا، متحديًا التوقعات السلبية التي سادت بعد فرض العقوبات الغربية عقب الحرب في أوكرانيا. وأوضح أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تقف وراء هذا التحسن الملحوظ في قيمة العملة الروسية.

سياسات نقدية صارمة 

العامل الأول- بحسب ديميتري بريجع - يتمثل في الخطوات الحازمة التي اتخذها البنك المركزي الروسي، وعلى رأسها رفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي ومتسارع، حيث بلغت 17% في عام 2014، ثم صعدت إلى 20% مؤخرًا. وأشار إلى أن هذه السياسات هدفت إلى كبح جماح التضخم وجذب رؤوس الأموال إلى السوق الروسي، مما زاد الطلب على الروبل وساهم في تعزيز استقراره.

ولفت ديميتري بريجع إلى أن البنك المركزي، بقيادة إلفيرا نابيولينا، أظهر مرونة وقدرة على التكيف في مواجهة التحديات الاقتصادية المتصاعدة منذ عام 2014، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وهو ما أسهم في احتواء تأثير العقوبات تدريجيًا.

تسعير الطاقة بالروبل

أما العامل الثاني، فهو فرض التعامل بالروبل في مبيعات الغاز والنفط الروسي، وخاصة على الدول التي تصنّفها موسكو كـ"غير صديقة"، وأوضح ديميتري بريجع أن هذه السياسة التي طبقتها روسيا عبر بنك غازبروم أسهمت في رفع الطلب على الروبل، خصوصًا من دول كبرى تعتمد على الطاقة الروسية مثل الهند والصين، ما خلق دعمًا خارجيًا مباشرًا للعملة الروسية.

وأشار ديميتري بريجع إلى أن هذا التوجه الجديد أعاد هيكلة العلاقات الاقتصادية الروسية مع شركائها التجاريين، وأعطى الروبل دورًا أكثر مركزية في المعاملات الدولية للطاقة.

إحلال الواردات 

العامل الثالث، بحسب ديميتري بريجع، هو تبني روسيا لسياسات إحلال الواردات وتعزيز الصناعات المحلية، خاصة في المناطق التي كانت مهمشة سابقًا مثل كورسك وسيبيريا. وقد ساهم هذا التوجه في تقليص الاعتماد على الشركات الغربية التي انسحبت من السوق الروسي، مما خفف من تداعيات العقوبات وخلق فرصًا استثمارية جديدة داخل الاقتصاد المحلي.

كما لفت ديميتري بريجع إلى أن هذه الخطوة عززت قدرة روسيا على الاكتفاء الذاتي في بعض القطاعات الاستراتيجية، وأعادت هيكلة الأولويات الاقتصادية من الداخل.

ديميتري بريجع
ديميتري بريجع

دور "البريكس" 

وفي سياق متصل، أشار بريجع إلى أن منصة "بريكس" الاقتصادية أصبحت تلعب دورًا محوريًا في دعم التوجه الروسي نحو بناء اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب، موضحًا أن قمة البريكس 2024 التي استضافتها مدينة قازان الروسية، مثّلت منصة مهمة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بعيدًا عن الهيمنة الغربية، ما يعزز من قدرة روسيا على تنويع شركائها التجاريين.

اختتم "بريجع" تحليله بالتأكيد على أن الاقتصاد الروسي أثبت قدرته على الصمود والتكيف رغم الضغوط والعقوبات الغربية المتواصلة، ورأى أن استراتيجيات البنك المركزي، وخبرة القطاع الخاص الروسي، لعبت دورًا محوريًا في امتصاص الصدمات، وإن كانت المعاناة لا تزال قائمة في بعض القطاعات.

تم نسخ الرابط