مفتي الجمهورية: الإيمان بالرسل جوهر العقيدة والاقتداء بأخلاقهم طريق السلم والسلام

أكد فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الإيمان بالرسل هو ركن أساسي من أركان الإيمان الستة، وهو الوسيلة التي تربط العبد بربه عبر الوحي الإلهي، مشددًا على أن الاقتداء بأخلاق الأنبياء هو السبيل لتحقيق السلم والسلام في المجتمع.
الإيمان بالرسل ركن أساسي من أركان العقيدة
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الإيمان بالرسل جاء في مواضع متعددة في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285].
وأضاف عياد أن الله تعالى اصطفى أنبياءه ليكونوا رسلًا للبشرية، وخصَّهم بأعلى المنازل وأشرف المقامات، فهم حَمَلة الوحي وأداة البيان الإلهي، حيث اختارهم الله لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
رسالة الأنبياء ضرورة لتنظيم حياة البشر
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن رسالة الرسل جاءت لتلبية حاجة الإنسان الفطرية إلى الوحي لتنظيم شؤونه الدنيوية والأخروية، مؤكدًا أن البشرية إذا تُركت لأهوائها دون توجيه إلهي، قد تجنح نحو الظلم والفساد. وبيَّن أن الرسالات السماوية جاءت لترسيخ قيم العدل والمساواة، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
كما أكد عياد أن الرسالة النبوية لم تكن مجرد توجيه روحي، بل شملت جوانب الحياة كافة، موضحًا أن القرآن الكريم أمر بالصلاة والزكاة والصيام، ثم جاءت السنة النبوية لشرح كيفية أداء هذه الفرائض، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صَلُّوا كما رأيتموني أُصلي".
صفات الأنبياء وأخلاقهم نموذج يُحتذى به
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن صفات الأنبياء تجعلهم في أعلى مراتب الكمال البشري، فهم يتمتعون بالفطنة لإقامة الحجَّة، والعصمة من الذنوب، والأمانة في تبليغ الرسالة. وذكر أن نبي الله إبراهيم عليه السلام لُقِّب بالصدِّيق، وعُرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين قبل بعثته.
وأوضح أن الأنبياء كانوا نماذج مثالية في الأخلاق والعبادة، حيث تجلت في سيرتهم قيم الصبر، والرحمة، والعدل. ودعا المسلمين إلى الاقتداء بأخلاقهم لتكون هذه القيم أساسًا لحياة مستقرة ومجتمع متماسك.
الاقتداء بأخلاق الأنبياء طريق السلم والسلام
وفي ختام حديثه، شدَّد مفتي الجمهورية على أن الإيمان بالرسل ليس مجرد اعتقاد قلبي، بل هو التزام عملي بالسير على نهجهم والاقتداء بأخلاقهم في التعامل مع الآخرين. مؤكدًا أن هذا الاقتداء هو السبيل لتحقيق السلم والسلام في المجتمع.
ودعا فضيلته إلى تعزيز قيم الرحمة والتسامح والعدل المستمدة من الرسالات السماوية، مشيرًا إلى أن اتباع هدي الأنبياء يحقق التوازن المجتمعي ويقود إلى رضا الله ورضوانه.