عشرات الآلاف يتظاهرون في مدريد ضد حكومة بيدرو سانشيز بتهم الفساد

خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين اليوم الأحد في مسيرة نظمتها المعارضة في مدريد، متهمين حكومة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بالفساد.
وتجمع المحتجون في ساحة بلازا دي إسبانا، أحد أكبر الساحات في وسط العاصمة، حاملين أعلام إسبانيا الحمراء والصفراء، وهتفوا بصوت واحد: "بيدرو سانشيز استقل!".
فضيحة تسريبات صوتية تشعل غضب الشعب
ودعا حزب الشعب (PP) إلى هذه التظاهرة عقب تسريبات صوتية يُزعم أنها وثقت حملة تشويه ضد وحدة شرطة تحقق في اتهامات فساد طالت زوجة سانشيز، وشقيقه، ومستشاره السابق. مصدر الحملة هو ليير دييز، عضو في الحزب الاشتراكي، والتي نفت هذه الاتهامات قائلة إنها كانت تجمع مواد لكتاب ولم تكن تعمل نيابة عن الحزب أو سانشيز، كما أعلنت استقالتها من الحزب.
اتهامات مباشرة بحكومة "مافيا"
ووصف زعيم حزب الشعب ألبرتو نونيز فيخو الحكومة بأنها تمارس "ممارسات مافيا"، ووضع سانشيز "في مركز" عدة فضائح فساد.
وقال في خطابه خلال التظاهرة: "هذه الحكومة لوثت كل شيء السياسة، مؤسسات الدولة، فصل السلطات." ودعا سانشيز إلى الدعوة لانتخابات مبكرة.
أرقام الحضور وتباين التقديرات
وقدر حزب الشعب عدد الحضور بأكثر من 100,000 شخص، بينما قدّر ممثل الحكومة في مدريد الحضور بين 45,000 و50,000 متظاهر. وقالت بلانكا ريكيو، مديرة متجر تبلغ من العمر 46 عاماً وترتدي علم إسبانيا على ظهرها: "تاريخ صلاحية هذه الحكومة انتهى منذ زمن بعيد، الوضع بدأ يملّنا."
رد سانشيز ونظرة على المشهد السياسي
ورفض سانشيز الاتهامات الموجهة لأفراد فريقه، واعتبرها "حملة تشويه" تشنها أحزاب اليمين للإطاحة بحكومته. وتولى السلطة في يونيو 2018 بعد تصويت بحجب الثقة عن سلفه من حزب الشعب ماريانو راخوي، إثر فضيحة فساد كبرى.
تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى تقدم حزب الشعب بفارق بسيط على الاشتراكيين، مع توقعات بأن تجري الانتخابات العامة المقبلة في عام 2027.
تأثير المظاهرات على المشهد السياسي والاقتصادي
تأتي هذه المظاهرات في وقت تشهد فيه إسبانيا تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، وسط ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، ما يزيد من غضب الشارع ضد الحكومة الحالية.
ويري المحللون أن هذه الاحتجاجات قد تؤدي إلى زيادة الضغوط السياسية على سانشيز وحكومته، مما قد يدفع إلى تحولات جذرية في المشهد السياسي قبل الانتخابات القادمة. كما يحذر بعض الخبراء من أن استمرار حالة الانقسام وعدم الاستقرار قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني ويزيد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين.