عاجل

بطولة سائق.. ضحى بنفسه لإنقاذ منطقة سكنية من كارثة محققة بالعاشر من رمضان

الضحية
الضحية

خالد عبد العال قائد التريلا ذلك السائق الخمسيني البسيط ابن قرية مبارك التابعة لمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية يؤدى عمله كعادته في همة ونشاط ليواجه ماقدر له ، ويتعرض لأقسي اختبار ليكشف عن حسن طوبته ويسجل اسمه بحروف من ذهب في سجلات البطولة والتضحية و يلقى مصرعه شهيدا اليوم 

لحظة وقوع الحادث 
لحظة وقوع الحادث 

المشهد البطولى للسائق

فبعد وصول الاسطي خالد لمحطة الوقود بمدينة العاشر مقر عمله مستقلا سيارته الضخمة ناقلة الوقود والتوقف بها والترجل منها انتظارا لتفريغ حمولتها من تانكات البنزين ،حدث مالم يكن فى الحسبان ، فجأة اندلعت النيران باحد التانكات ، فاسرع لمعاونة العمال في اخمادها لكن الامر خرج عن السيطرة فالنيران تتصاعد بشكل مخيف ،والسنة اللهب تمتد بسرعة البرق وحالة من الذعر والهلع تجتاح المكان ، وكارثة رهيبة علي وشك الوقوع ،،

في تعريف للشهامة قيل انها طيب وشرف النفس وعلو الهمة والحرص علي مباشرة الأمور العظام مايستتبع الذكر الجميل عند الحق والخلق ، 

هكذا حدثت نفس السائق البسيط لتستدعي لديه ما شب عليه من مكارم الأخلاق وسط لهيب النيران فما استحق ان يولد من عاش لنفسه قط ،

ودون تردد حسم امره ،وبينما كانت الصدمة تعتلي الوجوه والكل يهرع هنا وهناك محاولا اخماد النيران وسط حذر وترقب ، اتخذ قرارا لم يكن ابدا سهلا فلم يكن هناك متسع من الوقت، و كل ثانية لها ثمن والخطر محدق قاب قوسين اوادني ، لم يفكر خالد عبد العال في نفسه واسرته او ابنائه الاربعة الذي اقترب فرح اكبرهم اوبناته الأخريات ، كان كل همه حينذاك كف الأذي ومنع وقوع كارثة محققة ، هرول سريعا باتجاه كابينة سيارته وقفز اليها ليستقل مقعد القيادة ، ويتحرك بعيدا عن المحطة معرضا حياته للخطر ليفتدي الاف الارواح الأخري ، اناسا لايعرفهم اويراهم حتي عن قرب ، في جرأة مشهودة وموقف بطولي يحسد عليه ورغم اقتراب النيران منه ومحاصرتها له داخل الكابينة لم يهتز ، كان كل تفكيره منصبا علي ان يبتعد اكثر واكثر فهناك مدرسة قريبة وتجمع سكني آخر ابرياء لاذنب لهم ولابد ان ينأي بهم عن الخطر ، ، لكن النيران كانت اسرع وظلت تقترب وسرعان ما تسللت له بالداخل عبر نافذتي الكابينة لتمسك بملابسه وتنهش في جسده ، لكن ذلك لم يردعه او يثنيه عن مواصلة ماانتواه ، بل كان دافعه للاستمرار والابتعاد وحينما اطمئن لبعدها عن المحطة والمنشآت المجاورة ترجل منها متحاملا علي اوجاعه والامه ليشارك في ابعاد السيارات الاخري بالمنطقة 

ويروي زملاء السائق من العاملين بالمحطة وشهود عيان للواقعة ان السائق فور رؤيته اندلاع النيران ، لم يهتز ويبتعد ويحاول الهرب بحياته ، انما تحرك سريعا نحو السيارة في شجاعة لافتة وقاد سيارته بسرعة ليبتعد عن المحطة ومرافقها وكذلك المنشآت السكنية المحيطة وينقذ الالاف من الانفس مؤثرا اياها علي نفسه 

هكذا تجسدت بطولة سائق النقل الرجل البسيط الذي هب لانقاذ آخرين لايعرفهم وكاد ان يودي بحياته حرقا في ايثار محمود للحد من الخسائر الناجمة في استدعاء واضح لقيم اخلاقية فضيلة لطالما كانت موجودة بيننا حاضرة وباقية بداخل الكثيرين من المصريين فأكم من شهام بيننا في انتظار فرص لاظهارها

تلقي اللواء عمرو رؤوف مدير امن الشرقية اخطارا بنشوب حريق داخل محطة للوقود بالمجاورة ٧٠ بمدينة العاشر من رمضان نتيجة اندلاع النيران باحد السيارات المحملة بالمواد البترولية وذلك اثناء تفريغ حمولتها ، وتصاعد ألسنة اللهب وسحب الدخان الكثيف بالمنطقة ، حيث تم الدفع علي الفور برجال الحماية المدنية وعدد من سيارات الاطفاء ،لمحاصرة النيران واخمادها ومنع امتدادها للمباني والمنشآت المجاورة او وصولها لباقي اجزاء المحطة والحيلولة دون وقوع خسائر محققة فادحة

نقل الضحية إلى المستشفى 

إصابات بالغة للسائق
إصابات بالغة للسائق

فيما أسفر الحادث عن إصابة أربعة أشخاص،وهم قائد السيارة البطل خالد محمد شوقي عبد العزيز وثلاثة آخرين من العاملين بالمحطة أثناء محاولتهم السيطرة علي النيران وتم نقلهم للمستشفي الجامعي بالمدينة قبل ان يتم نقل السائق لمستشفي بلبيس المركزي ومنه للمستشفي التخصصي للحروق إلا أنه فارق الحياة اليوم بعدما ترك من الاثر الطيب مايبقي له ذخرا طوال الحياة

تم نسخ الرابط