بعد رحيله..معلومات عن بيل أتكينسون ..مبتكر واجهات أبل الرسومية
توفي بيل أتكينسون، أحد العقول البرمجية البارزة وراء ثورة أجهزة ماكنتوش، في منزله بمنطقة بورتولا فالي في كاليفورنيا عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع مع سرطان البنكرياس، بحسب ما أعلنت عائلته على فيسبوك.
يُعد أتكينسون من الأسماء المؤسسة في تطوير تجربة الاستخدام البصري لأجهزة الكمبيوتر، فقد كان المسؤول عن برمجة QuickDraw، الطبقة البرمجية التي مكّنت أجهزة Apple Lisa وMacintosh في الثمانينيات من تقديم واجهات رسومية تفاعلية تعرض الأشكال والنصوص والصور بمرونة وسلاسة على الشاشة.
لم تقتصر مساهماته على التقنية، بل شكّلت فلسفة تصميم، إذ كان من أوائل من فهموا أن برمجة الكمبيوتر يمكن أن تكون “جميلة”، بحسب ما قال عنه زملاؤه. وصفه المهندس ستيف بيرلمان قائلاً: “النظر إلى برمجياته كان أشبه بالنظر إلى سقف كنيسة سيستين. إنها ما جعل ماكنتوش ممكنًا.”
من الرسوميات إلى “النقر المزدوج”
يُنسب إلى أتكينسون ابتكار مفاهيم أصبحت جزءًا من الاستخدام اليومي للحواسيب، مثل القوائم المنسدلة وإيماءة النقر المزدوج، التي أتاحت للمستخدم فتح الملفات بسهولة بنقرتين متتاليتين.
قبل إطلاق Macintosh في يناير 1984، كانت معظم الحواسيب تعتمد كليًا على أوامر نصية معقدة. لكن QuickDraw فتح الباب أمام واجهات رسومية ثورية جعلت الحواسيب في متناول العامة، دون حاجة لمهارات برمجية.
وقد طوّر QuickDraw أولًا لجهاز Lisa الذي سبق الماكنتوش بعام، وكان مخصصًا للأعمال، إلا أن ارتفاع سعره (10,000 دولار حينها، أي ما يعادل نحو 33,000 دولار اليوم) حال دون انتشاره.
من Xerox إلى Apple الإرث المنقول والمُبتكر
استلهمت Apple توجهها الرسومي من مشروع “Dynabook” السري التابع لمركز أبحاث Xerox PARC، بقيادة العالم آلان كاي، الذي استضاف عام 1979 ستيف جوبز وفريقًا من مهندسي Apple، من ضمنهم أتكينسون، لمعاينة المشروع. رغم أن الكود لم يُكشف لهم، إلا أن أتكينسون وفريقه أعادوا ابتكار المفهوم بطريقتهم الخاصة.
كما قال الكاتب ستيفن ليفي في كتابه “عظيم بجنون” عن أتكينسون:
“لقد شرع في إعادة اختراع العجلة؛ ولكنه في الواقع انتهى به الأمر إلى اختراعها فعلاً.”
من ماك بينت إلى الفلسفة الرقمية
لم يكتفِ أتكينسون ببرمجيات النظام، بل صمّم أيضًا أولى التطبيقات المرافقة للماكنتوش، وأبرزها برنامج MacPaint، الذي سمح للمستخدمين بالرسم والتحرير على مستوى دقيق حتى البكسل. وقد قدّمه في إعلان آبل الأول بأنه “مزيج بين الفنان والمخترع”.
بيل أتكينسون لم يكن فقط مبرمجًا عبقريًا، بل كان واحدًا ممن غيّروا علاقتنا اليومية بالتكنولوجيا، محولًا الكمبيوتر من آلة معقدة إلى مساحة إبداعية مرئية يمكن لأي شخص التعامل معها.
إرث مستمر
يرحل بيل أتكينسون تاركًا وراءه إرثًا لا يزال ينبض في كل واجهة نضغط فيها على أيقونة، أو نفتح فيها ملفًا بنقرتين. إرثه هو ما مكّننا من “رؤية” ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا – لا مجرد استخدامه
