عاجل

وجه آخر لفرحة العيد.. أين تذهب مخلفات الأضاحي كل عام؟

الأضحية
الأضحية

رغم الأجواء الروحانية والفرح التي تملأ الشوارع خلال عيد الأضحى، فإن الصورة لا تكتمل دون الالتفات إلى الوجه الآخر للمشهد، حيث تتكدس مخلفات الذبح على الأرصفة وفي الحاويات المفتوحة، ما يسبب روائح كريهة ويحول بهجة العيد إلى مصدر قلق بيئي وصحي.

أطنان من المخلفات خلال أيام معدودة

تكشف الإحصائيات في عدد من المدن العربية أن حجم مخلفات الذبح خلال عيد الأضحى يتجاوز خمسة أضعاف حجم النفايات اليومية المعتادة. وتشمل هذه المخلفات أجزاء غير مستخدمة من الأضاحي مثل الأحشاء والدماء والجلود، إضافة إلى مخلفات تغليف ونقل ومواد بلاستيكية، ما يجعل إدارتها خلال فترة قصيرة أمرًا بالغ الصعوبة.

خطر صحي وبيئي صامت

تحذر اختصاصية الصحة العامة، الدكتورة هدى مصطفى، من أن الدماء والمخلفات الحيوانية قد تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية أو تسبب حالات تسمم جماعي إذا لم يتم التخلص منها بسرعة وبطريقة آمنة، كما تشكل بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والبكتيريا والقوارض، ما يزيد من احتمالات تفشي الأمراض.

عقبات تعيق الحلول السنوية

رغم جهود البلديات المتكررة التي تشمل حملات توعية وتوفير نقاط ذبح رسمية، إلا أن التحديات ما زالت قائمة.

 أبرز هذه العقبات تتمثل في الذبح العشوائي أمام المنازل وقلة وعي البعض بأضرار التخلص غير الآمن من المخلفات، إضافة إلى الضغط الكبير على فرق النظافة خلال أيام محدودة.

نماذج حلول بيئية واعدة

بدأت بعض المدن بتطبيق حلول ذكية لمواجهة المشكلة، مثل إنشاء مراكز ذبح مركزية خاضعة للرقابة البيطرية والبيئية، إلى جانب خدمات توصيل اللحوم المرافقة بجمع المخلفات فورًا. كما تعمل بعض الجهات على إعادة تدوير المخلفات العضوية مثل الجلود والصوف، ما يعزز الاستدامة ويقلل من الأثر البيئي.

فرحة العيد لا تكتمل دون مسؤولية بيئية

يبقى عيد الأضحى مناسبة دينية عظيمة تحمل معاني التضحية والتكافل، لكن الحفاظ على البيئة يجب أن يكون جزءًا من هذا المشهد. فكما نُكرم شعائر العيد، من المهم أن نُكرم الأرض التي تحتضن فرحتنا، ونسهم جميعًا في الحد من التلوث وتعزيز الوعي البيئي في مجتمعنا، للحد من انتشار بعض الأمراض التي قد تصاحب الذبح.

تم نسخ الرابط