بـ 1.4 مليار جنيه.. إنشاء مصنع إنتاج أكياس الدم بالعين السخنة
في تحرك جديد يعكس توجه الدولة المصرية نحو تعميق الصناعة المحلية وتوطين صناعات التكنولوجيا الطبية، تم الإعلان رسميًا عن إنشاء مصنع لإنتاج أكياس وقِرَب جمع الدم داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، بتمويل واستثمارات تبلغ 1.4 مليار جنيه مصري.
ويأتي المشروع في إطار رؤية الدولة 2030 لتعزيز الصناعات الحيوية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتحقيق الأمن الصحي الوطني من خلال دعم سلاسل الإمداد المحلية للمستلزمات الطبية.
الاكتفاء الذاتي والتوسع التصديري
يسعى المشروع إلى تلبية 100% من احتياجات السوق المحلي من أكياس الدم، والتي تُقدر سنويًا بـ 7 ملايين كيس دم. ويستهدف المصنع إنتاج هذه الكمية سنويًا، منها:
3 ملايين كيس موجهة للاستهلاك المحلي في المستشفيات الحكومية والخاصة وبنوك الدم.
4 ملايين كيس للتصدير إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتُعد هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في سياسة الدولة، حيث كانت مصر تعتمد لعقود على استيراد أكياس الدم من الخارج، ما كان يعرّض القطاع الصحي للتذبذبات في الإمدادات وارتفاع التكاليف.
المواصفات الفنية والموقع
الموقع: العين السخنة – المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهي منطقة واعدة لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
المساحة: 7000 متر مربع، مصممة وفق أعلى معايير الجودة العالمية.
الاستثمارات: 1.4 مليار جنيه مصري ممولة عبر شراكة بين جهات حكومية واستثمار خاص.
الأولوية: التصنيع وفقًا للمعايير الدولية للجودة والسلامة، باستخدام خطوط إنتاج متقدمة وتكنولوجيا معتمدة عالميًا.
أهمية المشروع على الصعيد الصحي
يوفّر المصنع مخزونًا استراتيجيًا دائمًا من أكياس الدم، ما يرفع من قدرة القطاع الصحي على الاستجابة السريعة للحالات الحرجة والكوارث والطوارئ، ويُخفف الضغط على واردات الدولة. كما يدعم المشروع تطوير منظومة نقل الدم الآمن في مصر، والتي تمثل إحدى أولويات وزارة الصحة والسكان.
دور المنطقة الاقتصادية لقناة السويس
يُعد هذا المشروع مثالًا حيًا على ما توفره المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من بيئة استثمارية جاذبة، تجمع بين البنية التحتية المتطورة، والموقع الجغرافي الفريد، والحوافز الاستثمارية، مما جعلها مركزًا رئيسيًا لتوطين الصناعات الطبية والهندسية واللوجستية.
فرص عمل وتوطين تكنولوجي
من المنتظر أن يوفّر المشروع مئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب المساهمة في نقل وتوطين تكنولوجيا صناعة المستلزمات الطبية، بما في ذلك التدريب والتطوير المستمر للكوادر الفنية المصرية، وتعزيز قدرات البحث والتطوير.
نقلة نوعية في الصناعات الطبية المصرية
يمثل هذا المصنع نموذجًا للتكامل بين الرؤية الحكومية والتخطيط الاستراتيجي والتصنيع المحلي، في وقت تتصاعد فيه الحاجة عالميًا لتأمين سلاسل التوريد الصحية وتعزيز الصناعات الحيوية. ومع انطلاق المشروع، تخطو مصر خطوة واثقة نحو مستقبل صناعي أكثر اكتفاءً واستقلالًا، يخدم المواطن ويُنعش الاقتصاد.
