كارثة في رفح .. استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 70 آخرين برصاص الاحتلال
في تطور مأساوي جديد يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة في الأراضي الفلسطينية، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، صباح اليوم الأحد، نقلًا عن مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 70 آخرين بجروح متفاوتة، جراء إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كارثة في رفح
ويأتي هذا الاعتداء الوحشي في وقت يعاني فيه سكان القطاع من أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحرب المستمرة منذ عدة أشهر، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء وغياب ممرات آمنة للمساعدات.
استهداف مباشر لمراكز الإغاثة
بحسب ما نقلته المصادر المحلية وشهود عيان، فإن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص بشكل مباشر على تجمعات المدنيين العزل الذين كانوا في انتظار الحصول على المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم أطفال وكبار سن.
هذا الاستهداف المتكرر لمراكز الإغاثة والمناطق المدنية بات ظاهرة ممنهجة في سياسات الاحتلال، وسط صمت دولي مريب وتخاذل من مؤسسات المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات رادعة بحق ما تصفه المنظمات الحقوقية بـ"جرائم حرب واضحة".
كارثة إنسانية في رفح
تُعد مدينة رفح الفلسطينية من أكثر مناطق القطاع تضررًا، خاصة بعد أن تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى نقطة تمركز للنازحين الهاربين من القصف في مناطق أخرى من غزة، ويُقدّر عدد النازحين في رفح بأكثر من مليون شخص، يعيشون في ظروف صعبة للغاية، دون توفر الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وقد أدى إغلاق المعابر والتضييق المتعمد على إدخال المساعدات إلى تفاقم الأوضاع، ما يجعل أي محاولة لتوزيع المعونات محفوفة بالمخاطر، سواء بسبب القصف الجوي أو الاستهداف المباشر من قوات الاحتلال كما حدث اليوم.
ما يحدث في رفح جرائم
أدانت عدة منظمات حقوقية دولية ما يحدث في قطاع غزة وخصوصًا في مدينة رفح، معتبرة أن استهداف مراكز توزيع المساعدات يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر الاعتداء على المدنيين ويُلزم الأطراف المتحاربة بتأمين وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقارير سابقة إلى أن استهداف المدنيين والمرافق الإنسانية في غزة يدخل ضمن تصنيف "جرائم الحرب"، ويجب التحقيق فيه من قبل جهات دولية مستقلة.
مطالبات بتحرك دولي عاجل
في ظل تكرار هذه الجرائم، تطالب جهات فلسطينية وعربية ودولية بضرورة التدخل العاجل من المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، وتأمين ممرات إنسانية آمنة ومستدامة تضمن وصول المساعدات للمناطق المتضررة دون تعريض المدنيين للموت أو الإصابات.
كما تتصاعد الدعوات لتفعيل آليات المحاسبة الدولية، ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق الفوري في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وخصوصًا في مدينة رفح التي تحولت إلى رمز للألم والصمود في آنٍ واحد.
