تكبيرات العيد مستمرة.. ما حكم التكبير في ثالث أيام التشريق؟ ومتى ينتهي؟

وسط أجواء البهجة والسرور التي تملأ القلوب في عيد الأضحى المبارك، لا تزال تكبيرات العيد تتردد في المساجد والبيوت والشوارع، لتُذكّر المسلمين بعظمة الشعائر وجلال المناسبة. ومع دخول ثالث أيام التشريق، يكثر التساؤل حول حكم التكبير في هذا اليوم، وما إذا كان يُستحب الاستمرار فيه حتى نهايته، أو ينتهي عند وقت معين، مثل غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
وفي هذا الإطار، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي حول تكبيرات العيد في ثالث أيام التشريق، مؤكدة أنها سنة عظيمة تُظهر شعائر الإسلام وتُعظّم حرمات الله، وهي من الهدي النبوي الذي لا ينبغي التفريط فيه.
التكبير من يوم عرفة حتى نهاية أيام التشريق
بحسب ما ورد عن الصحابة والتابعين، فإن التكبير في عيد الأضحى يبدأ من فجر يوم عرفة (9 ذو الحجة)، ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق (13 ذو الحجة)، وهو ما يُعرف عند العلماء بـ”التكبير المُقيّد والمُطلَق”.
وقد ذكرت دار الإفتاء أن التكبير في هذه الأيام شعيرة من شعائر الدين، قال الله تعالى في كتابه الكريم
“واذكروا الله في أيام معدودات”
(سورة البقرة – الآية 203)
وقد فسر جمهور العلماء “الأيام المعدودات” بأنها أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.
متى ينتهي وقت التكبير؟
أكدت الإفتاء أن آخر وقت للتكبير هو غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي مع نهاية يوم 13 ذو الحجة، وبعد ذلك ينتهي وقت التكبير الخاص بعيد الأضحى.
وبذلك، فإن التكبير مستحب ومشروع طوال اليوم الثالث من أيام التشريق، ويُسن للمسلمين أن يستمروا فيه حتى مغيب الشمس، سواء كانوا في مكة يؤدون مناسك الحج، أو في سائر بقاع الأرض.
أنواع التكبير.. مطلق ومقيد
أوضحت دار الإفتاء أن التكبير ينقسم إلى نوعين:
- التكبير المطلق: وهو الذي يكون في أي وقت خلال اليوم، سواء في البيت أو السوق أو الطريق.
- التكبير المقيد: وهو الذي يأتي بعد الصلوات المكتوبة، ويُؤدى بعد التسليم مباشرة.
ويبدأ التكبير المقيد من فجر يوم عرفة لغير الحاج، ومن ظهر يوم النحر للحجاج، ويستمر حتى صلاة العصر من ثالث أيام التشريق، أي آخر صلاة يُكَبَّر بعدها هي عصر اليوم الثالث من أيام التشريق (13 ذو الحجة).
الصيغة المشروعة للتكبير
لم ترد صيغة واحدة ملزمة للتكبير، لكن من أشهر الصيغ التي استحبها العلماء والتي وردت عن كثير من الصحابة:
“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”
ويجوز التكرار ثلاثًا أو أكثر، والتوسعة في ألفاظ التكبير مشروعة ما دامت لا تخرج عن روح الذكر والتهليل.
التكبير شعيرة لا تغفلوا عنها
اختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة المسلمين إلى الحرص على إحياء هذه السنة العظيمة، خاصة في ختام أيام العيد، مؤكدة أن التكبير إعلان للفرح بالطاعة، وتذكير بعظمة الله، وتعبير عن الشكر لنِعمه، وأداة تربوية لتعويد اللسان على الذكر والتسبيح في كل حال.
وفي ثالث أيام التشريق، لا يزال الباب مفتوحًا لنيل الأجر، ورفع الدرجات، بإحياء هذه الشعيرة المباركة قبل أن تنقضي ساعاتها، ويُطوى موسم من أعظم مواسم العبادة في الإسلام.