ولادة نادرة لسلحفاتين مهددتين بالانقراض في جزيرة فرنسية

شهدت محمية للسلاحف في جزيرة كورسيكا الفرنسية ولادة نادرة لصغيرتين من نوع ميلانوشيليس تريكاريناتا، وهو نوع نادر ومهدد بالانقراض يعود أصله إلى سفوح جبال الهملايا.

حدث فريد في أكبر محمية أوروبية

جرت الولادة في محمية "أ كوبولاتا" الواقعة في مدينة فيرو، وهي المحمية الأكبر من نوعها في أوروبا والمتخصصة في حماية سلاحف المياه العذبة والبرية. وتُعد هذه الولادة واحدة من الحالات النادرة على مستوى القارة، إذ لا يتجاوز عدد هذا النوع في الأسر حول العالم سوى نحو 100 سلحفاة.

تفاصيل الولادة وتطور السلاحف الصغيرة

الصغيرتان وُلدتا في 19 مايو والأول من يونيو، وتم إطلاق اسمين مؤقتين عليهما هما "تريك" و"تراك"، لكن جنسهما لن يُحدد قبل مرور خمس أو ست سنوات. وبلغ وزنهما عند آخر قياس 9.64 و8.89 غرامات. ويُتوقع أن يصل طولهما إلى 20 سنتيمترًا ووزنهما إلى نحو كيلوغرام واحد عند اكتمال نموهما.

خطة إنقاذ دولية من خطر الانقراض

هذا النوع من السلاحف مدرج ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

 وكانت سلطات هونغ كونغ قد صادرت في عام 2017 مجموعة من هذا النوع جرى تهريبها من الهند، ثم تم توزيعها على حدائق حيوانات أوروبية موثوقة لضمان الحفاظ على النوع.

جهود ناجحة للتكاثر في الأسر

في أواخر عام 2021، تم نقل 10 سلاحف من هونغ كونغ إلى مراكز أوروبية متخصصة، من بينها مركز في سويسرا ومحمية "أ كوبولاتا" في فرنسا، وقد استقبلت الأخيرة 3 سلاحف فقط، اثنتان منها إناث غير حوامل. 

وبعد أشهر من الرعاية الدقيقة، تمكنت المحمية من تحقيق التكاثر الطبيعي، وأسفر ذلك عن ثلاث بيضات فقست اثنتان منها بنجاح.

أهمية الولادة في الحفاظ على التنوع البيولوجي

الصغيرتان المولودتان حديثًا تعدّان أول حالة موثقة لتكاثر هذا النوع من السلاحف في الأسر داخل أوروبا، ويجري حالياً تهيئة بيئة آمنة لهما لاستكمال دورة حياتهما. 

وتنتشر حاليًا أعداد محدودة جدًا من هذا النوع النادر في ثلاث دول أوروبية فقط، إلى جانب خمس حدائق في آسيا.

سجل سابق في كورسيكا مع سلحفاة عملاقة

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها كورسيكا ولادة نوع مهدد بالانقراض، حيث استقبلت المحمية العام الماضي ولادة سلحفاة من نوع غالاباغوس العملاقة، والتي أطلق عليها اسم "داروين"، واحتفلت مؤخرًا بعيد ميلادها الأول.