العيد في الإسلام .. أمين الفتوى: شعائر روحية وفرح تعزز صلة الرحم

أكد الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العيد في الإسلام ليس مجرد مناسبة دينية تؤدى فيها بعض الشعائر، بل هو فرصة عظيمة أقرها الله عز وجل لإدخال السرور والفرح على المسلمين، وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وتجديد مظاهر الرحمة والتكافل بين أفراد المجتمع.
وأوضح محمد عبدالسميع، خلال لقائه في برنامج "صباح الخير يا مصر" على القناة الأولى المصرية، أن العيد في الإسلام يأتي ليجمع بين التعبد لله تعالى وإظهار الفرح المشروع، حيث شرعه الله لحِكم عظيمة، على رأسها صلة الأرحام، وزيارة الأهل والأصدقاء، وإدخال البهجة على القلوب، خاصة قلوب الأطفال والفقراء.
الأضحية .. عبادة تقرب إلى الله
وأشار محمد عبدالسميع إلى أن شعيرة الأضحية تعد من أهم مظاهر العيد في الإسلام، وقد شُرعت لإحياء سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولتقوية الروابط المجتمعية. وأضاف أن توزيع لحوم الأضاحي على الأهل، والفقراء، والمساكين يرسّخ مبدأ العدالة والتكافل في الإسلام، ويعيد البسمة إلى وجوه الكثيرين الذين ينتظرون هذه الأيام المباركة كل عام.
وأكد محمد عبدالسميع ، أن نية الأضحية في عيد الأضحى المبارك ينبغي أن تكون خالصة لله تعالى، وأن المسلم مطالب بإخراج أطيب ما لديه، تطبيقًا لـ العيد في الإسلام ولقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، مشددًا على أهمية الالتزام بالشروط الشرعية للأضحية من حيث السن والسلامة وتوقيت الذبح.
التكبير.. من أعظم شعائر العيد
كما شدد محمد عبدالسميع ، على أن التكبير من أهم مظاهر العيد في الإسلام التعبدية، ويبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى رابع أيام التشريق، وهو من السنن المؤكدة التي تُظهر فرح المسلم بطاعة ربه، وتوحيده لله، وتعظيمه له، موضحًا أن رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والمنازل والمساجد يُعد من شعائر الإسلام الظاهرة التي تُعلي روحانية هذه الأيام المباركة.
وفي جانب اجتماعي لطيف، تحدث محمد عبدالسميع عن "العيدية"، واصفًا إياها بأنها من العادات الطيبة التي تميز المجتمع المصري والعربي، مشيرًا إلى أنها عرف لا يخالف الشريعة بل يتماشى مع روح العيد، لأنها تساهم في إدخال الفرحة على قلوب الأطفال والكبار، وتعزز الروابط بين الأجيال، وتشجع على صلة الرحم.

العيدية.. عادة محببة تدخل السرور
وأوضح محمد عبدالسميع ، أن العيدية ليست ملزمة شرعًا، لكنها من صور الكرم والبر والإحسان، وتُعد فرصة للمودة والتواصل بين الأهل والأقارب، خاصة مع ازدياد ضغوط الحياة وابتعاد الأفراد بسبب مشاغلهم اليومية.
وفي ختام حديثه، شدد محمد عبدالسميع على أن العيد في الإسلام يجمع بين الروحانية والإنسانية، فكما أنه موسم للعبادة والتقرب إلى الله، فهو أيضًا مناسبة لنشر الفرح والسلام وصلة الرحم، ودعا المسلمين إلى اغتنام هذه الفرصة في تعزيز القيم النبيلة، وزيارة الأقارب، والعطف على الفقراء، والفرح المشروع في حدود ما يرضي الله.