عاجل

ظاهرة تتكرر سنويًا..روشتة السيطرة على العجول الهاربة في عيد الأضحى

هروب العجول في العيد..
هروب العجول في العيد.. صورة تعبيرية

مع اقتراب عيد الأضحى، تتكرر مشاهد هروب العجول قبل الذبح أو أثناء نقلها، وهي مواقف تبدو طريفة على مواقع التواصل الاجتماعي لكنها قد تؤدي إلى إصابات خطيرة أو حتى حالات وفاة، كما أن هروب الأضحية قد يتسبب بخسائر اقتصادية فادحة، في حال نفوق الحيوان قبل إتمام الذبح.

أسباب الهروب والهيجان في عيد الأضحى 

يرجع الأطباء البيطريون أسباب هروب الأضاحي إلى شعورها بالخوف والضغط العصبي الناتج عن الزحام والضوضاء خلال أيام العيد، كما يؤدي نقل الحيوان من مكان إلى آخر قبل الذبح إلى إرهاقه وزيادة توتره، وهو ما يرفع مستوى الأدرينالين لديه فيتحول إلى حالة هياج تدفعه لمحاولة الهروب.

ويزداد احتمال الهروب في الأماكن المزدحمة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، كما تكون العجول والجمال أكثر ميلًا للهروب بسبب وزنها الكبير، مما يزيد من خطورة التعامل معها عند فقد السيطرة.

التعامل السليم وقت الهروب

عند محاولة الإمساك بالعجل الهائج، يُنصح بعدم الاقتراب المباشر منه أو استخدام أدوات الذبح بالقرب منه. ويُفضل نقله إلى مكان أكثر هدوءًا بعد السيطرة عليه حتى يهدأ تمامًا قبل الذبح.

ويؤكد الدكتور أحمد البنداري، مقرر لجنة الثروة الحيوانية بنقابة الأطباء البيطريين، أن عدم تقييد العجول بطريقة صحيحة من الأسباب الرئيسية لهروبها، مشيرًا إلى أن بعض المضحيين لا يمتلكون الخبرة الكافية للتعامل مع الأضحية بالشكل الصحيح.

ممارسات خاطئة تثير العطش والذعر

أوضح البنداري أن بعض التجار يضيفون كميات كبيرة من الملح إلى مياه الشرب التي تُقدَّم للأضحية بهدف زيادة وزنها، ما يؤدي إلى شعورها بالعطش الشديد وبالتالي محاولتها الهروب بحثًا عن الماء، كما أن رؤية الأضحية لذبح حيوانات أخرى أمامها قد يتسبب في هلعها ودفعها للهرب.

ونصح بعدم إظهار السلاح أو السكين أمام الأضحية اتباعًا للسنة النبوية، ولتفادي إدخال الحيوان في حالة من الرعب.

مخاطر التخدير قبل الذبح

حذّر البنداري من لجوء البعض إلى تخدير العجول قبل الذبح أو أثناء نقلها، مؤكدًا أن التخدير يؤدي إلى احتباس الدم داخل الجسم ما يُخالف شروط الذبح الشرعي ويؤثر سلبًا على جودة اللحم.

كما شدد على أهمية الالتزام بالشروط الشرعية للذبح، وأبرزها أن لا يقل عمر الجمل عن خمسة أعوام، والبقر والجاموس عن عامين، والماعز عن عام، والغنم عن ستة أشهر. كما يجب أن تكون الأضحية سليمة وخالية من العيوب أو الأمراض الظاهرة.

الذبح في المجازر أفضل من المنازل

أوصى الأطباء البيطريون بذبح الأضاحي داخل المجازر الحكومية التي توفر إشرافًا بيطريًا متكاملًا، وذلك لضمان جودة اللحوم وسلامتها، وتفادي الممارسات الخاطئة المنتشرة في الذبح داخل المنازل أو الشوارع.

نصائح قبل الذبح للحد من الهيجان

قدّم الدكتور محمد سيف، الأمين العام السابق لنقابة الأطباء البيطريين، عدة إرشادات للمحافظة على هدوء الأضحية وتجنب هروبها، أهمها إراحة الحيوان يومًا كاملًا قبل الذبح، مع منعه من الطعام لمدة 12 ساعة والسماح له فقط بشرب الماء، وهو ما يُسهم في تحسين عملية الإدماء وتنظيف الأمعاء وتقليل الفضلات.

كما نصح بعدم ذبح الأضحية أمام الحيوانات الأخرى، وضمان أن تكون السكين المستخدمة حادة بما يكفي لتقليل الألم عند الذبح.

مخالفات شرعية وسلوكيات قاسية

شدد الدكتور محمد مصباح، الطبيب البيطري، على أن ذبح الحيوانات أمام بعضها يخالف السنة النبوية الشريفة، مشيرًا إلى ضرورة إخفاء السكين عن الأضحية والإمساك برأسها دون إرعابها. 

كما دعا إلى معاملة الحيوانات برفق طوال فترة شرائها وحتى لحظة الذبح، لتقليل التوتر ومنع محاولات الهرب.

نهاية آمنة تبدأ بتعامل إنساني

تؤكد روشتة الأطباء البيطريين أن التعامل الصحيح مع الأضحية يبدأ من لحظة شرائها، ويعتمد على توفير بيئة هادئة، ومعاملة رحيمة، وخطوات دقيقة في النقل والذبح، لتكون النتيجة آمنة صحيًا وشرعيًا، وتجنب الإصابات والخسائر الناتجة عن هروب العجول الهائجة.
 

تم نسخ الرابط