شهد أعلى معدل إصابات منذ 70 عامًا في أوروبا..معلومات عن مرض الخناق

تشهد دول أوروبا الغربية منذ عام 2022 ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الإصابات بمرض الخناق (الدفتيريا)، في موجة وصفتها الهيئات الصحية بأنها “الأوسع منذ أكثر من 70 عامًا”.
وتثير هذه العودة المفاجئة لمرض كان يعتقد أنه بات من الماضي، قلق الخبراء ودوائر الصحة العامة، خاصة في ظل تأثيرات الهجرة والنزاعات وسلاسل اللقاحات المتقطعة بعد جائحة كوفيد-19.
ما هو مرض الخناق؟
مرض الخناق، أو الدفتيريا، هو عدوى بكتيرية حادة تسببها بكتيريا Corynebacterium diphtheriae. يصيب الحلق والأنف بشكل رئيسي، ويتميز بتكوّن غشاء رمادي في الحلق، مع أعراض تشمل الحمى، صعوبة البلع، وتورم الرقبة. ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فشل القلب أو الشلل، إذا لم يُعالج في الوقت المناسب بمضادات السموم والمضادات الحيوية.
ارتفاع الحالات والأرقام تتحدث
وفقًا لبيانات صادرة عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، فإن عدد الحالات المؤكدة في بعض دول أوروبا الغربية، مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، شهد ارتفاعًا يتراوح بين 5 إلى 10 أضعاف مقارنة بمعدلات ما قبل 2020.
وتشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من الحالات سُجلت بين اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين، حيث تضعف سبل الوقاية وتقل مستويات التطعيم، خاصة لدى القادمين من مناطق النزاع أو الدول ذات النظم الصحية المتعثرة.
أسباب عودة المرض إلى أوروبا
يرجع خبراء الصحة العامة هذا التصاعد إلى عدة عوامل، أبرزها:
• انخفاض معدلات التطعيم خلال السنوات الأخيرة بسبب الجائحة.
• تكدّس مراكز الاستقبال والمخيمات، ما يسهم في انتشار العدوى.
• فجوات في الوعي الصحي لدى بعض الفئات السكانية، خصوصًا بين الفئات المهمشة.
• نقص الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية للمهاجرين واللاجئين.
تحرك صحي عاجل و حملات تطعيم ومراقبة مشددة
ردا على هذا التصاعد، أطلقت العديد من الدول الأوروبية حملات تطعيم طارئة شملت المراكز الصحية والمدارس ومراكز الإيواء. كما تم تشديد الرقابة على الحدود والفحوصات الطبية، لتحديد الحالات المحتملة ومنع انتقال العدوى.
وتم تفعيل نظام الإنذار الصحي الأوروبي لسرعة تبادل المعلومات بين الدول حول بؤر انتشار المرض.
منظمة الصحة العالمية تحذر
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من إعادة انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وأكدت أن عودة الخناق تمثل ناقوس خطر، يستدعي إعادة تقييم أنظمة الصحة الوقائية وتعزيز التوعية المجتمعية.
هل يشكل الخناق تهديدا عالميا من جديد؟
رغم أن اللقاح ضد الدفتيريا مدرج ضمن برامج التطعيم الأساسية في معظم دول العالم، إلا أن أي تراجع في التغطية يُمكن أن يعيد هذا المرض إلى الواجهة. وتبقى الوقاية والتطعيم والتشخيص المبكر، الوسائل الأكثر فاعلية لحماية الأفراد والمجتمعات.