وليد الرمالي: إسرائيل تسعى لمنع أي دولة في المنطقة من امتلاك القدرة النووية

تناول الكاتب الصحفي وليد الرمالي قضية شديدة الحساسية تتعلق بأمن الشرق الأوسط واستقراره، وهي سعي إسرائيل الدائم لمنع أي دولة في المنطقة من امتلاك القدرة النووية، مع التركيز على البرنامج النووي الإيراني وما يثيره من توترات إقليمية ودولية.
استهل الرمالي حديثه بتوضيح أن إسرائيل تعتبر امتلاك أي دولة عربية أو إسلامية للقدرة النووية تهديدًا مباشرًا لتفوقها العسكري والأمني في المنطقة. وأشار إلى أن تل أبيب تبذل جهودًا كبيرة، سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو العمليات الاستخباراتية، لمنع تحقيق هذا الهدف من قبل أي طرف إقليمي. ولفت إلى أن هذه السياسة ليست جديدة، بل هي استراتيجية ثابتة في العقيدة الأمنية الإسرائيلية منذ عقود، وقد ظهرت بوضوح في تعامل إسرائيل مع البرنامج النووي العراقي في الثمانينيات، حين شنت غارة جوية على مفاعل تموز العراقي ودمرته بالكامل.
انتقل الرمالي للحديث عن البرنامج النووي الإيراني، موضحًا أن إسرائيل ترى فيه تهديدًا استراتيجيًا يفوق ما سبقه، نظرًا لحجم إيران الإقليمي وطموحاتها السياسية والعسكرية. وأكد أن تل أبيب تعتبر امتلاك طهران للسلاح النووي خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، وهو ما يدفعها إلى الضغط المستمر على المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا تجاه إيران وفرض المزيد من العقوبات عليها، بل وحتى التلويح بالخيار العسكري إذا لزم الأمر.
وأشار الرمالي إلى أن التصعيد الأخير بين الغرب وطهران، على خلفية البرنامج النووي الإيراني، جاء نتيجة تعثر المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، وعودة إيران لتخصيب اليورانيوم بمستويات مرتفعة. واعتبر أن هذا التصعيد يصب في مصلحة إسرائيل، التي تسعى لإبقاء إيران تحت ضغط دائم ومنعها من تحقيق أي تقدم نووي يمكن أن يغيّر موازين القوى في المنطقة.
كما تطرق الرمالي إلى البعد الدولي للأزمة، موضحًا أن إسرائيل لا تكتفي بالتحركات الإقليمية، بل تسعى لتدويل القضية عبر مخاطبة المؤسسات الدولية، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن، بهدف فرض رقابة مشددة على الأنشطة النووية الإيرانية. وأكد أن تل أبيب تحاول إقناع المجتمع الدولي بأن امتلاك إيران للسلاح النووي سيشعل سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، ويهدد الأمن والاستقرار العالميين.
وفي ختام مداخلته، شدد وليد الرمالي على أن المنطقة تعيش حالة من الترقب والقلق الدائمين بسبب استمرار الأزمة النووية الإيرانية، وأن إسرائيل ستواصل جهودها بكل الوسائل لمنع أي تغيير في ميزان القوى النووي لصالح أي دولة أخرى في المنطقة. كما دعا إلى ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية وسياسية تضمن أمن واستقرار الشرق الأوسط وتمنع الانزلاق نحو مواجهة عسكرية قد تكون عواقبها وخيمة على الجميع.