عاجل

تأثير قانون ترامب الجديد على مستقبل تسلا وصناعة السيارات الكهربائية في أمريكا

دكتور احمد بانافع
دكتور احمد بانافع

استضافت قناة القاهرة الإخبارية  الدكتور أحمد بانافع، خبير تكنولوجيا المعلومات والمستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه بكاليفورنيا، للحديث عن تداعيات القانون الجديد الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يهدف إلى تقليص أو إلغاء الحوافز الحكومية الموجهة لصناعة السيارات الكهربائية، وعلى رأسها شركة تسلا. تناول د. بانافع في مداخلته أهم التحديات والفرص التي تواجه تسلا في ظل هذا التحول السياسي والاقتصادي.

خلفية عن قانون ترامب الجديد


أوضح د. بانافع أن القانون الجديد يأتي ضمن سياسة ترامب الرامية لدعم الصناعات التقليدية مثل النفط والغاز، وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية. هذا القانون يهدد بإلغاء الخصومات الضريبية التي كانت تمنح للمستهلكين عند شراء سيارات كهربائية، والتي تصل في بعض الولايات إلى 7000 دولار، مما سيؤثر بشكل مباشر على جاذبية هذه السيارات للمستهلك الأمريكي.

 أهمية الحوافز الحكومية لتسلا

أكد بانافع أن تسلا استفادت بشكل كبير من الحوافز الحكومية خلال السنوات الماضية، سواء عبر الخصومات الضريبية أو العقود الحكومية الضخمة. هذه الحوافز ساهمت في جعل سيارات تسلا أكثر تنافسية وساعدت الشركة على تحقيق نمو سريع في السوق الأمريكي. ومع إلغاء هذه الحوافز، ستواجه تسلا تحديات كبيرة في الحفاظ على حصتها السوقية، خاصة مع ارتفاع أسعار سياراتها مقارنة بالمنافسين.

التأثير المتوقع على مبيعات تسلا وسوق السيارات الكهربائية


أشار بانافع إلى أن تقليص الحوافز سيؤدي إلى انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية بشكل عام، وليس تسلا فقط. ارتفاع الأسعار سيجعل الكثير من المستهلكين يعيدون التفكير في شراء السيارات الكهربائية، ما قد يؤدي إلى تراجع مبيعات تسلا بشكل ملحوظ. كما أن هذا التراجع قد يدفع الشركة للتركيز أكثر على الأسواق الخارجية مثل الصين وأوروبا لتعويض الخسائر في السوق المحلي.

 العلاقة بين ترامب وشركات التكنولوجيا

تحدث بانافع عن العلاقة المتوترة بين ترامب وشركات التكنولوجيا الكبرى، مشيرًا إلى أن سياسات ترامب التجارية المتشددة، خاصة تجاه الصين، قد تؤثر سلبًا على شركات مثل تسلا التي تعتمد على سلاسل توريد دولية. كما أن تشديد سياسات الهجرة قد يضر الشركات التي تعتمد على العمالة الأجنبية الماهرة. ورغم ذلك، يرى بانافع أن ترامب قد يتجه لدعم بعض الشركات التكنولوجية لتحقيق أهدافه في جعل أمريكا رائدة عالميًا، مع وعود بتخفيضات ضريبية قد تعزز ربحية هذه الشركات في بعض الجوانب.

التحديات المستقبلية أمام تسلا 


أوضح بانافع أن تسلا ستواجه تحديات كبيرة في الفترة المقبلة، خاصة مع تصاعد المنافسة من الشركات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية بأسعار أقل وجودة عالية. كما أن غياب الدعم الحكومي سيجعل من الصعب على تسلا الحفاظ على أسعار تنافسية في السوق الأمريكي. وأكد أن مستقبل الشركة سيعتمد بشكل كبير على قدرتها على التكيف مع السياسات الجديدة وتوسيع نشاطها في الأسواق الخارجية.

دور الذكاء الاصطناعي في دعم الاقتصاد الأمريكي 

لم يغفل بانافع في مداخلته الإشارة إلى أن تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مبكر يمكن أن يعزز من النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، ويوفر فرصًا جديدة للشركات التكنولوجية، لكنه شدد على أن غياب التشريعات الفيدرالية المنظمة للذكاء الاصطناعي قد يخلق تحديات إضافية أمام هذه الشركات في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية.


اختتم الدكتور بانافع مداخلته بالتأكيد على أن قانون ترامب الجديد يمثل نقطة تحول كبيرة في مستقبل صناعة السيارات الكهربائية في أمريكا. وأشار إلى أن قدرة تسلا على تجاوز هذه الأزمة ستعتمد على مرونة الشركة واستراتيجيتها في مواجهة التحديات، بالإضافة إلى تطورات العلاقة بين شركات التكنولوجيا وصناع القرار السياسي في الولايات المتحدة.

تم نسخ الرابط