عاجل

دراسة: اختبار دم جديد يكشف الزهايمر في مراحله المبكرة بدقة 95%

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في تقدم علمي واعد بمجال تشخيص مرض الزهايمر، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من مايو كلينك في الولايات المتحدة أن فحص دم بسيط يمكنه الكشف بدقة عالية عن مرض الزهايمر في مراحله المبكرة، مما قد يحدث تحول كبير في أساليب التشخيص والعلاج في المستقبل.

فحص الدم يعتمد على بروتينين مرتبطين بتطور الزهايمر

نشرت الدراسة في مجلة “ألزهايمر والخرف” (Alzheimer’s & Dementia)، وركزت على قياس مستويين من البروتينات الحيوية في بلازما الدم:
• أميلويد بيتا 42/40
• p-tau217

يرتبط هذان البروتينان بتراكم لويحات الأميلويد في الدماغ، وهي السمة الأساسية التي تميز مرض الزهايمر عن غيره من أنواع الخرف.

وفقًا لما أكده الدكتور جريج داي، كبير الباحثين في الدراسة، فإن هذه البروتينات تعد “مؤشرات حيوية موثوقة” لتشخيص الزهايمر بشكل دقيق وسريع، دون الحاجة إلى الإجراءات التقليدية المكلفة أو المعقدة.

دقة فحص الدم تعادل اختبارات السائل النخاعي

أظهرت نتائج الدراسة أن اختبار الدم الجديد يمتلك نسبة حساسية بلغت 95%، ما يعني أنه قادر على تحديد أغلب حالات الزهايمر لدى المرضى الذين يعانون من أعراض مبكرة مثل ضعف الذاكرة أو التشتت الذهني.
كما بلغت نسبة الدقة الإجمالية 82%، مما يعني أن الاختبار فعّال أيضًا في استبعاد الإصابة بالخرف لدى الأشخاص السليمين معرفيًا.

وصرّح الدكتور داي:

“وجدنا أن جودة نتائج فحص الدم تعادل تلك الخاصة بتحليل السائل النخاعي، لكنه أكثر ملاءمة وأقل تكلفة، ويمكن استخدامه بسهولة في العيادات الخارجية.”

أهمية الكشف المبكر وتأثيره على العلاج

تعد إمكانية الكشف المبكر عن مرض الزهايمر خطوة حاسمة، خاصة أن أغلب المرضى لا يشخصون إلا في مراحل متقدمة يصعب معها التدخل العلاجي الفعّال. ويمكن الاختبار الجديد الأطباء من بدء العلاج أو تعديل نمط الحياة في وقت مبكر، مما قد يبطئ من تقدم المرض ويحسن جودة حياة المريض.

كذلك، يعتبر هذا الفحص أداة قيمة في البحوث السريرية وتقييم فعالية الأدوية التجريبية التي تستهدف البروتينات المرتبطة بالزهايمر.

ما الخطوة التالية في البحث؟

يخطط فريق الباحثين لتوسيع نطاق الدراسة ليشمل:
• مرضى من خلفيات عرقية وثقافية مختلفة
• أشخاص في المراحل المبكرة جدًا من المرض، حتى قبل ظهور أي أعراض معرفية
• مجموعات سكانية أكبر لتأكيد فعالية الفحص عالميًا

وأشار الدكتور داي إلى أن استخدام هذا النوع من الفحوصات سيسهم في تسهيل التشخيص في المناطق ذات الموارد المحدودة، ما يعد تقدمًا مهمًا في مجال العدالة الصحية.

 أمل جديد لمرضى الزهايمر حول العالم

تمثل هذه الدراسة نقلة نوعية في تشخيص الزهايمر المبكر، حيث يفتح فحص الدم المجال أمام مستقبل يُمكن فيه التدخل في الوقت المناسب، وتحسين فرص العلاج والوقاية. ومع استمرار الأبحاث، قد يصبح هذا الفحص أداة أساسية في الكشف الروتيني عن الزهايمر حول العالم.

تم نسخ الرابط