صلة الأرحام في العيد.. عبادة عظيمة تبارك الأعياد وتزيد الأجور

مع قدوم عيد الأضحى المبارك، تتجدد الأواصر وتنبض القلوب بالفرح، لكن خلف مظاهر الاحتفال والزينة والزيارات، تبرز عبادة عظيمة يغفل عنها كثيرون، رغم أنها من أحب الأعمال إلى الله عز وجل، وهي صلة الأرحام.
وقد أكدت دار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف أن صلة الأرحام من أعظم القربات، وأقوى أسباب البركة في العمر والرزق، وتكتسب خصوصية وأهمية في مواسم الخير والأعياد، لما فيها من تعزيز للتكافل الاجتماعي، وتأكيد للروابط الأسرية.
أمر إلهي ووعد بالثواب
صلة الأرحام ليست خيارًا اجتماعيًا، بل فريضة شرعية، أمر الله بها في كتابه الكريم، حيث قال تعالى:
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]،
وقال سبحانه:
﴿وَيَعْبُدُونَ اللَّهَ وَلَا يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا وَيُحْسِنُونَ إِلَى الْوَالِدَيْنِ وَذِي الْقُرْبَى﴾ [النساء: 36].
وقد جعلها النبي ﷺ سببًا في طول العمر وزيادة الرزق، فقال:
“من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه” [رواه البخاري ومسلم].
وهذا الحديث يبيّن أن صلة الرحم ليست مجرد عادة اجتماعية، بل عبادة لها أثر مباشر على حياة الإنسان وماله وعمره.
مناسبة العيد.. فرصة عظيمة
تُعد الأعياد فرصة ذهبية لإحياء صلة الأرحام، لا سيما في ظل انشغال الناس طوال العام، وتراكم ضغوط الحياة. وقد شرع الله العيد ليكون مناسبة للفرح المشروع، وتبادل التهاني، وصلة القلوب قبل الأجساد
وقد حث علماء الأزهر الشريف على عدم الاكتفاء برسائل التهنئة الإلكترونية، وإنما المبادرة بالزيارة، أو الاتصال الصوتي، أو إرسال هدية بسيطة، تعبيرًا عن صلة القربى، وإدخالًا للسرور على قلوب الأقارب، خاصة كبار السن، والمرضى، ومن انقطعت أخبارهم.
صلة الرحم لا تُشترط بالمقابلة فقط
أكدت دار الإفتاء أن صلة الرحم ليست محصورة بالزيارة فحسب، بل تشمل السؤال والدعاء، وتقديم الدعم عند الحاجة، والمشاركة في الأفراح والأحزان، مشيرة إلى أن القطع مع الأقارب دون عذر شرعي يُعد من الكبائر، لقول النبي ﷺ:
“لا يدخل الجنة قاطع رحم” [رواه البخاري ومسلم].
أثرها في المجتمع
صلة الأرحام تُسهم في تقوية المجتمع، ونشر المودة، وكسر جليد الخلافات، كما أنها تمنع القطيعة، وتخفف من المشكلات الأسرية المتراكمة. وفي وقت تنتشر فيه مظاهر العزلة والانشغال بالذات، تظل صلة الرحم جسرًا يربط العائلات ويعيد دفء العلاقات.
وفي الختام، يظل العيد أجمل حين يُستغل في طاعة الله، ويُحيا فيه روح التواصل والتسامح. فصلة الرحم في العيد ليست فقط سنة نبوية عظيمة، بل هي إعادة ترتيب لأولويات القلوب، وتزكية للنفوس، وباب واسع من أبواب البر والرحمة