عاجل

ذبح الأضحية في الليل.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الأضحية
الأضحية

 مع دخول عيد الأضحى المبارك، تتجدد تساؤلات المسلمين حول أحكام الأضحية، وما يتعلق بها من شروط وآداب ووقت محدد لأدائها. ومن أكثر الأسئلة التي تتكرر هل يجوز ذبح الأضحية ليلًا؟

وفي هذا السياق  أجابت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز ذبح الأضحية ليلًا أو نهارًا ولا حرج في ذلك شرعًا.

وقت ذبح الأضحية وحكم الذبح ليلًا في أيام التشريق

تعد الأضحية من الشعائر العظيمة في الإسلام، وهي مشروعة للقادر عليها شكرًا لله تعالى على نعمه، ويُشترط لصحتها الالتزام بوقتها المحدد شرعًا؛ إذ لا تُجزئ خارج هذا النطاق الزمني. وقد بيّن النبي ﷺ ذلك بقوله: «كُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ»، كما رواه الإمام أحمد والبيهقي، أي أن الذبح يمتد عبر الأيام المخصصة لذلك.

متى يبدأ وقت ذبح الأضحية ومتى ينتهي؟

يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الأضحى يوم النحر، أي في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة. ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من الشهر نفسه.

ويُفضل أن يكون الذبح نهارًا، لا ليلًا، لما في ذلك من إظهار لشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، ولأنه أضبط في تنفيذ عملية الذبح، وأسهل في توزيع اللحم طازجًا على المستحقين من الفقراء.

ما حكم ذبح الأضحية ليلًا؟

فيما يخص الذبح خلال الليل، فقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة في رواية، والمالكية في أحد القولين، إلى جواز ذبح الأضحية ليلًا مع الكراهة التنزيهية، وليس كراهة التحريم.

وقد ذكر العلامة شيخي زاده الحنفي في “مجمع الأنهر” أن الذبح ليلًا وإن جاز، إلا أنه مكروه بسبب احتمالية الخطأ في الذبح لضعف الرؤية، مشيرًا إلى أن هذه الكراهة من باب خلاف الأولى.

أما المالكية، فذهبوا في المشهور من مذهبهم إلى عدم صحة الذبح ليلًا، واعتبروا النهار شرطًا في صحة الأضحية، كما ذكر الإمام الخرشي في شرحه على مختصر خليل.

وبالنسبة للمذهب الحنبلي، فقد ورد عن الإمام أحمد روايتان: إحداهما تُجيز الذبح ليلًا –وهي المعتمدة عند المتأخرين من الحنابلة– والأخرى تَمنعه، موافقة لرأي المالكية.

سبب الكراهة أو المنع عند بعض الفقهاء

التحفظ من الذبح ليلًا نابع من عدة اعتبارات فقهية، منها: احتمال الخطأ في تحديد موضع الذبح بسبب الظلام، صعوبة توزيع اللحم طازجًا، واحتمال تغير حاله إذا لم يُفرّق فورًا، إضافة إلى فوات مظهر إظهار الشعيرة الذي يتحقق عادة في وضح النهار.

هل يزول الحكم بكراهة الذبح ليلًا في زماننا؟

نعم، إذا زالت الأسباب التي علّق عليها الفقهاء الكراهة أو المنع، كتوفر الإنارة الكافية، وجود مجازر منظمة، إمكانية حفظ وتبريد اللحوم، أو كان هناك عذر أو مصلحة معتبرة – مثل انشغال الذابح نهارًا أو سهولة حضور الفقراء ليلًا – فإن الحكم يتغير بزوال علته.

وهذا ما أشار إليه الإمام ابن حجر الهيتمي في “تحفة المحتاج”، وكذلك العلامة البجيرمي في “حاشيته على شرح المنهج”: حيث أوضحا أن الذبح ليلًا يُكره ما لم توجد حاجة أو مصلحة تبرره، وعند وجودها تنتفي الكراهة، لأن الأحكام تدور مع عللها وجودًا وعدمًا

تم نسخ الرابط