صلاح عبد العاطي: أمريكا منحازة لـ«إسرائيل» وحماس تطالب ضمانات لوقف النار

أكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن التباطؤ في مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة يعود إلى الانحياز الصريح من قبل الإدارة الأمريكية لإسرائيل، موضحًا أن المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي بريت ماكغورك، المعروف باسم "مقترح ويتكوف"، يعكس هذا الانحياز بوضوح، حيث يتجاهل المطالب الإنسانية والحقوق الأساسية للفلسطينيين، المقدمة من حركة حماس.
جاء ذلك خلال مداخلة مباشرة لـ صلاح عبد العاطي على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث قدّم قراءة تحليلية لتطورات المفاوضات المتعثرة، مبينًا أن المسار الحالي يفتقر إلى الجدية والحياد اللازمين لتحقيق نتائج ملموسة.
المقترح الأمريكي
وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن المقترح الأمريكي يركز فقط على استعادة الأسرى الإسرائيليين من قبضة المقاومة الفلسطينية، دون تقديم أي ضمانات حقيقية تتعلق بوقف إطلاق النار أو إدخال المساعدات الإنسانية، أو حتى البدء في مفاوضات شاملة لحل جذور الصراع.
وشدد صلاح عبد العاطي على أن هذا النهج الانتقائي في معالجة الأزمة يعزز من سياسة العقاب الجماعي بحق المدنيين في قطاع غزة، ويمنح إسرائيل فرصة لتمرير أجندتها دون أي مساءلة دولية.
حماس توافق .. وأمريكا ترفض
وكشف رئيس الهيئة الدولية أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لم ترفض مقترح وقف إطلاق النار، بل أبدت موافقتها المبدئية عليه، لكنها قدمت مجموعة من الملاحظات الجوهرية، تضمنت ضرورة تحديد جداول زمنية واضحة، وتوفير ضمانات دولية تضمن تنفيذ البنود المتفق عليها بشكل متوازن.
وأكد صلاح عبد العاطي أن ملاحظات حماس لم تكن تعجيزية، بل تهدف إلى تحقيق اتفاق شامل ومتوازن يضع حدًا للعدوان ويحفظ الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني؛ ومع ذلك، رفض المبعوث الأمريكي تلك الملاحظات، وهو ما يعكس، بحسب عبد العاطي، "غياب النية الحقيقية لدى واشنطن لفرض تسوية عادلة".
غياب الضمانات الدولية
وأشار صلاح عبد العاطي إلى أن غياب آليات تنفيذ واضحة، ورفض الأطراف الدولية منح ضمانات جدية، يجعل من المقترحات الحالية محاولات عبثية لا تؤدي إلى وقف حقيقي للحرب، بل تمنح إسرائيل مزيدًا من الوقت لمواصلة عدوانها، خاصة في ظل ما وصفه بـ"التخاذل الدولي" في وقف الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة.
وأكد صلاح عبد العاطي أن أي اتفاق لا يتضمن التزامات واضحة تجاه المدنيين الفلسطينيين، من حيث وقف القصف، وفتح المعابر، وإدخال الغذاء والدواء، هو اتفاق مفرغ من مضمونه ولا يخدم السلام.
تدخل أممي وضمانات عادلة
في ختام حديثه، دعا صلاح عبد العاطي إلى تدخل المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفرض اتفاق متوازن وعادل، يراعي الحقوق الفلسطينية والالتزامات الإنسانية الدولية، بدلًا من السير خلف الطروحات الأمريكية التي وصفها بـ"المنحازة والفاشلة".
كما طالب صلاح عبد العاطي بتحرك عربي فاعل للضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدًا أن المأساة في غزة لن تُحل دون اعتراف واضح بالحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها وقف العدوان ورفع الحصار والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

تعثر المفاوضات
مع تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، يظل الجمود السياسي والتجاهل الدولي عاملًا رئيسيًا في تفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل غياب حلول جادة وعادلة.
ووسط هذا المشهد، يتجدد التأكيد على أن الحل الحقيقي لن يكون إلا عبر التفاوض على أساس العدالة والاحترام المتبادل، وليس الهيمنة والابتزاز السياسي.