الحب من أول رحلة..هل يمكن أن تحصلين على شريك حياتك في المطار؟

قد يبدو الأمر وكأنه مشهد من فيلم رومانسي، لكن بعض القصص الواقعية تثبت أن شرارة الحب قد تشتعل على عتبة بوابة السفر.
جون ناتشلينغر ورافائيل غافاريتي التقيا صدفة في مطار هيوستن، بينما كان الأول في طريقه إلى جنازة، والثاني عائدًا إلى بلده هندوراس، ورغم أن الحديث بينهما لم يدم سوى دقائق، تبادلا الأرقام وظلا على تواصل، وبعد عام من اللقاءات المتقطعة وقعا في الحب ، تزوجا وانتقلا للعيش في نيوجيرسي ، وفقا لتقرير “ الجارديان ” .

لماذا المطار تحديدًا؟ سحر المكان وتواطؤ اللحظة
لطالما ارتبط السفر الجوي بالإثارة والانطلاق، منذ بدايات الطيران وحتى زمن "عصر النفاثات"، ظل المطار رمزًا للمغامرة والفرص، وتظهر هذه الرومانسية جلية في الأفلام مثل Love Actually وWhen Harry Met Sally.
لكن بعيدًا عن الخيال، تشير الإحصاءات إلى أن الواقع لا يختلف كثيرًا، ففي استطلاع حديث، قال 33% من العزّاب إنهم غازلوا غرباء في المطار، وأفاد 20% أنهم قد يغيرون خطط سفرهم بسبب شخص التقط اهتمامهم.
الإثارة تُخطئ طريقها: كيف تخدعنا مشاعر السفر؟
يُفسر علماء النفس هذا الانفتاح العاطفي خلال السفر بظاهرة تُعرف بـ"الخلط بين الإثارة والانجذاب"، فعند المرور بحالة من التوتر أو الإثارة – كاللحاق برحلة أو اجتياز التفتيش الأمني – يكون الجهاز العصبي في حالة نشاط مفرط، ما يجعلنا أكثر عرضة للشعور بالانجذاب، وتوضح المعالجة النفسية أنتونيتا كونتريراس أن السفر يجمع بين القلق والتجديد، وهذا يولّد حالة شعورية فريدة.

فرصة للهروب من التوقعات
يشير خبراء إلى أن المحادثات في المطارات غالبًا ما تكون أخف وطأة من أي مكان آخر، لا أحد يعرفك، ولا يوجد ما تخسره، وهذا يمنحك حرية التعبير دون خوف من الحكم أو النقد. كذلك، لاستخدام الهواتف قيود في المطارات، مما يفتح باب التفاعل البشري المباشر، كما أن الجلوس بجوار شخص غريب لساعات قد يؤدي إلى علاقة غير متوقعة.
من الرومانسية إلى الواقعية: ليست كل الرحلات متشابهة
لكن، ليس الجميع منفتحًا على الحب في المطار، البعض، خاصة من يسافرون للعمل، يرون المطار كوسيلة لا أكثر، تقول سالي، مديرة تنفيذية في قطاع المال: "أنا هنا فقط للانتقال من نقطة A إلى B، لا وقت لديّ للرومانسية".
رغم أن الرحلات الجوية فقدت بعضًا من وهجها القديم، فإن الرغبة في التواصل الإنساني لم تتلاشَ، وربما يحمل المطار فرصة لنا للخروج من روتيننا، وتجاوز الخوف من المبادرة، وربما – فقط ربما – للعثور على حب لم يكن في الحسبان.