الوطنية للإعلام تنعي الإذاعية هدى العجيمي: مسيرة حافلة بالعطاء

نعت الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإذاعية هدى العجيمي، التي رحلت عن عالمنا بعد مسيرة مهنية حافلة امتدت لعقود، قدمت خلالها نموذجًا يُحتذى به في التفاني والمهنية والصدق الإعلامي.

وقد أثرت العجيمي الساحة الإعلامية بأعمالها المتنوعة، فكانت أحد الأصوات المميزة في الإذاعة المصرية، وواحدة من أبرز الأسماء التي تركت بصمة خالدة في تاريخ الإعلام العربي.

"مع الأدباء الشبان".. اكتشاف المواهب

اشتهرت الراحلة هدى العجيمي، ببرنامجها الثقافي الرائد "مع الأدباء الشبان"، الذي استمر لسنوات طويلة، وكان نافذة حيوية للمواهب الأدبية الجديدة، ومنبرًا لدعم الإبداع والتعبير الحر.

من خلال هذا البرنامج، قدمت هدى العجيمي جيلاً كاملاً من الكتاب والمبدعين، ونجحت في أن تكون حلقة وصل بين الشباب المثقف والجمهور، ما ساهم في إثراء الحياة الثقافية في مصر.

صوت نسائي .. "إلى ربات البيوت"

لم يقتصر عطاؤها الإعلامية هدى العجيمي على المجال الثقافي فقط، بل امتد ليشمل البرامج الاجتماعية والمنوعات، إذ قدمت فقرات في برنامج "إلى ربات البيوت" الشهير، والذي كان له جمهور واسع بين المصريين.

تميزت هدى العجيمي بأسلوبها العذب وصوتها الرصين الذي أسر قلوب المستمعين، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في الإذاعة، وجزءًا لا يُنسى من ذاكرة الإعلام المصري.

تجربة إذاعية رائدة وإخراج متميز

وفي إطار مسيرتها المهنية، أسند إلى هدى العجيمي إخراج أطول مسلسل إذاعي مصري "عائلة مرزوق أفندي"، حيث نجحت في تحويل العمل إلى تجربة إذاعية متميزة، جمعت بين الدراما والمجتمع بأسلوب مشوق ومؤثر، ما عزز مكانتها كواحدة من أهم المخرجات الإذاعيات في مصر.

تميّزت هدى العجيمي أيضًا على الساحة الدولية، حيث حصلت على جائزة صندوق الأمم المتحدة للمرأة كأفضل تغطية إذاعية لمؤتمر المرأة في بكين عام 1995، تقديرًا لدورها في دعم قضايا المرأة وإبراز صوتها في الإعلام.

وكانت دائمًا حاضرة في المحافل الكبرى، تنقل الخبر وتحلل الحدث بمهنية وموضوعية، ما جعلها تحظى باحترام وتقدير كبير من جمهورها وزملائها على حد سواء.

الوطنية للإعلام تنعي رمزًا 

تقدّمت الهيئة الوطنية للإعلام بخالص العزاء والمواساة لأسرة الراحلة هدى العجيمي، ولأسرة العمل الإعلامي في مصر، سائلة المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، مؤكدة أن ذكراها ستبقى خالدة في قلوب كل من عمل معها أو استمع إلى صوتها عبر أثير الإذاعة المصرية.

برحيل هدى العجيمي، تخسر الإذاعة المصرية قامة إعلامية بارزة، وسيدة من سيدات الإعلام الذين حملوا الرسالة الإعلامية بصدق وإخلاص، وتركت وراءها إرثًا إعلاميًا غنيًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الإعلاميين والمثقفين.