بسبب نقص الثروة الحيوانية .. الديك الرومي بديل للأضحية في المغرب

أعلنت السلطات المغربية هذا العام، إلغاء شعيرة الذبح المرتبطة بعيد الأضحى، في قرار غير مسبوق، بررته الحكومة برنه ناتج عن أسباب ”ضرورية عاجلة”، ناتجه عن التحديات المناخية والاقتصادية التي أثرت على الثروة الحيوانية، وفقا لوسائل إعلام مغربية.
وأتي القرار ضمن إطار الالتزام بالتوجيهات الملكية الرامية إلى الحفاظ على الثروة الحيوانية في المغرب التي تراجعت بسبب الجفاف المتفاقم.
وتتابع السلطات المغربية بصرامة كل من يحاول ذبح الأضاحي خلال أيام العيد ، فضلا عن حظرها بشكل تام بيع المواشي في الأسواق العمومية والفضاءات العشوائية ، مع منع أي ممارسات تقليدية مرتبطة بالذبح ، مثل شحذ السكاكين في الأماكن العامة وبيع الفحم المخصص للشواء.
وجراء إلغاء شعيرة الذبح لهذا العالم، لجأ الكثير من المغاربة إلي شراء اللحوم البيضاء، وعلى رأسها، “الديك الرومي” كبديل لأضحية العيد.
و نتيجه للاقبال الكثيف على “الديك الرومي” شهدت أسعاره ارتفاعًا كبيرًا، إذ ارتفع سعره من ٤٠ إلي ٦٥ درهم، ما أثار استياء المغاربة من هذا الارتفاع الكبير في السعر، مؤكدين أن ذلك يفوق قدراتهم الشرائية.
الملك يضحى نيابة عن الشعب
وأكد الملك محمد السادس، ملك المغرب، في فبراير الماضي، لشعبه أن الاحتفال بعيد الأضحى يمثل محطة دينية ذات رمزية عميقة، غير أن تراجع أعداد الماشية وارتفاع تكاليف التربية والعلف هما السبب في قرار الحكومة بمنع إقامة هذه الشعيرة.
وأشار الملك إلى أن عيد الأضحى هو "سنة مؤكدة مع الاستطاعة"، وأن الظروف الحالية تستدعي التيسير ورفع الحرج عن المواطنين، كما أعلن أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن شعبه، اقتداءً بسنة النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، الذي كان يضحي بكبشين، أحدهما عنه والآخر عن أمته.
ورغم إلغاء الشعيرة، شدد الملك محمد السادس على أهمية إحياء العيد بطقوسه الروحية، من خلال أداء صلاة العيد، وصلة الرحم، وإنفاق الصدقات، تأكيداً على القيم الدينية والاجتماعية المرتبطة بهذه المناسبة.
ويعد هذا القرار سابقة في عهد الملك محمد السادس، لكنه ليس الأول في تاريخ المغرب، إذ سبق للبلاد أن ألغت شعيرة الذبح في أعوام 1963 و1981 و1996، نتيجة أزمات اقتصادية وجفاف قاسٍ.