أم عراقية تتنمر على ابنتها بكلمة "الجلحة"” وتشعل غضب مواقع التواصل

اجتاح مقطع فيديو لأم عراقية تدعى إيمان منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما ظهرت فيه برفقة ابنتها الصغيرة خلال مقابلة تلفزيونية محلية، أثارت من خلاله ردود فعل غاضبة ومتعاطفة في آن واحد.
في الفيديو، تظهر الأم الشقراء وهي تقف إلى جانب ابنتها، عندما توجهت إليها المذيعة بسؤال مباشر: “هاي بنتج؟”، لترد الأم بضحكة ساخرة قائلة: “إي.. جلحة!”، وهي كلمة باللهجة العراقية تعني “قبيحة”. ولم تكتفِ الأم بذلك، بل قامت بدفع الطفلة قليلا بعيدا عن الكاميرا، في مشهد اعتبره كثيرون مهين للطفلة ويظهر تنمر صريح أمام الجمهور.
ردود فعل واسعة “جرح أمام الملايين”
سرعان ما انتشر الفيديو ، وحصد آلاف المشاركات والتعليقات على مختلف المنصات، أبرزها تيك توك، فيسبوك، وإنستجرام، حيث انهالت الانتقادات على الأم بسبب وصفها القاسي لابنتها، الذي اعتبره البعض نوعًا من العنف اللفظي والتنمر الأسري.
غرد أحد المستخدمين قائلاً:
“قد تمر كلمة قاسية في البيت، لكن أن تُقال أمام الناس وتوثق على الكاميرا؟ هذا جرح لن ينسى بسهولة.”
بينما علق آخر:
“كل أم ترى ابنتها أجمل ما في الدنيا، كيف يمكن لأم أن تنعتها بالقبح بهذه البساطة؟”.
وفي المقابل، حاول بعض المعلقين التخفيف من وقع المشهد، معتبرين أن ما صدر عن الأم ربما كان دعابة غير موفقة أو جاء في لحظة ارتباك أمام الكاميرا، دون نية للإساءة.
هل كانت الأم تمزح؟ دفاع محدود وسط موجة غضب
على الرغم من تصاعد الهجوم الإلكتروني على الأم، خرج عدد محدود من الأصوات للدفاع عنها، مشيرين إلى أن الفيديو لا يظهر سياق كافي للحكم على العلاقة بين الأم وطفلتها، وربما كانت هناك نية للمزاح فقط، لا للتقليل من قيمة الطفلة أو إحراجها.
كما أشار آخرون إلى أن الثقافة الشعبية في بعض البيوت العراقية لا تزال تتعامل مع الكلمات القاسية بطريقة “مزاحية”، رغم آثارها النفسية، خاصة على الأطفال.
ومع ذلك، أصر الغالبية على أن المشهد يعكس مشكلة أعمق في أسلوب التربية والتعامل مع الأبناء أمام الكاميرات والجمهور، مؤكدين على أهمية نشر الوعي بأساليب التربية الإيجابية.
التأثير النفسي قد يكون طويل الأمد
من جهتهم، حذر مختصون في علم النفس التربوي في تعليقات من أن العبارات التي تقلل من شكل الطفل أو قدراته تترك أثر سلبي قد يرافقه مدى الحياة. وقال الدكتور حسين الهاشمي، أخصائي علم النفس، إن “السخرية من شكل الطفل أمام الناس تسهم في تدمير ثقته بنفسه وتؤدي إلى مشكلات في تكوين شخصيته الاجتماعية.”
وأضاف:
“حتى لو قصدت كدعابة، فإن الأطفال لا يفهمون المزاح بنفس طريقة الكبار، وقد تختزن هذه الكلمة في ذهنه كأول تعريف لنفسه.”
هاشتاج جلحة يتحول إلى حملة تضامن
تحول هاشتاج جلحة إلى منصة افتراضية أطلق من خلالها الناشطون حملة تضامن مع الطفلة، مطالبين بإعادة نشر الفيديو كرسالة توعوية للآباء والأمهات حول خطورة الإساءة اللفظية، حتى وإن كانت “من باب المزاح”.
وكتب أحد الناشطين:
“ليت الأم وصفتها بـ جميلة الجميلات… كم كانت ستتغير نظرة الطفلة لنفسها لو سمعت ذلك أمام الجميعا

كلمة قد لا تنسى
بين من يرى في الفيديو مزحة ثقيلة، ومن يصفه بأنه مشهد من مشاهد التنمر الأسري، تبقى الحقيقة الثابتة أن كلمة واحدة من الأم قد تترك جرح نفسي عميق. ومع تصاعد الاهتمام بالقضية، يأمل كثيرون أن تكون هذه الواقعة درسًا في أهمية الكلمة وتأثيرها في تشكيل نظرة الأطفال لأنفسهم