عاجل

يحل علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام في ظل ظروف وطنية ودولية دقيقة، تفرض علينا جميعا، قيادة وشعبا، أن نستحضر معاني التضحية والفداء والعمل الجماعي، وأن نعيد التأكيد على وحدة الصف الوطني والتكاتف في مواجهة التحديات، وهو ليس مجرد عيد للبهجة وتبادل التهاني، بل هو أيضا مناسبة عميقة المعاني، تحمل في طياتها دروسا في الإيمان والولاء والتجرد من الأنانية، والاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل ما نؤمن به.

وإذا كانت رمزية العيد متجسدة في تضحية سيدنا إبراهيم وامتثال سيدنا إسماعيل عليهما السلام لأمر الله، فإن على كل مصري ومصرية أن يستلهم من هذه القصة الخالدة قيم البذل في سبيل الوطن، وتجديد العهد بالعمل من أجل رفعته، والتزام طريق البناء والتقدم، خاصة في هذه المرحلة التي تبذل فيها الدولة المصرية جهودا جبارة لتثبيت أركانها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وسط تحديات إقليمية عاصفة.

ومن هذا المنطلق، أتوجه بخالص التهاني إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد مسيرة الوطن، الذي جسد على مدار السنوات الماضية نموذج القائد المؤمن برسالة وطنه، الحامل لهموم شعبه، والمضحي من أجل أمن واستقرار ومستقبل مصر، و تهنئتنا لفخامة الرئيس في هذه المناسبة المباركة، ليست فقط تقليدا بروتوكوليا، وإنما تعبير عن دعم وطني شعبي مستمر لمسيرته الوطنية الرشيدة، وثقة راسخة في رؤيته الاستراتيجية التي أنقذت مصر من الفوضى، ووضعتها على طريق النهضة الشاملة.

لقد كان الرئيس السيسي منذ اليوم الأول لتحمله المسؤولية مثالا في الصبر والتضحية، فواجه التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية بكل جسارة، ووضع الإنسان المصري في قلب مشروع التنمية، و أعاد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية، واستنهض همم أبنائها نحو الإنتاج والمعرفة والعمل الجاد ولعل ما نشهده اليوم من إنجازات في مختلف ربوع الوطن – من بنية تحتية متطورة، ومشروعات قومية عملاقة، وتوجهات استراتيجية نحو التحول الرقمي، والعدالة الاجتماعية، وتمكين الشباب والمرأة – هو خير شاهد على عمق الرؤية وصدق النوايا.

ويأتي عيد الأضحى هذا العام في وقت تستعد فيه مصر أيضا لاستحقاقات سياسية واقتصادية جديدة، تتطلب منا جميعا تعزيز حالة التلاحم الوطني، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والعمل معا كفريق واحد – قيادة وشعبا، حكومة ومعارضة، أحزابا ومجتمعا مدنيا – من أجل مستقبل يستحقه أبناؤنا وأحفادنا.

إن عيد الأضحى هو مناسبة كذلك لتأكيد الثوابت الأخلاقية والدينية التي تربينا عليها، والتي تشكل العمود الفقري لهوية المجتمع المصري: التسامح، التكافل، احترام الآخر، نصرة المظلوم، والعمل من أجل الخير العام وهي قيم نحتاج أن نرسخها اليوم أكثر من أي وقت مضى، خصوصا في ظل محاولات البعض لتشويه الوعي العام، وبث الشائعات، والنيل من تماسك المجتمع ولذلك، فإننا ندعو في هذه الأيام المباركة إلى وقفة وطنية صادقة للمساهمة في  البناء، وتشكيل الوجدان الوطني.

كما لا يفوتنا أن نحيي جهود المؤسسات الدينية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في نشر الفكر الوسطي ومكافحة الفكر المتطرف، وتوعية الناس بأحكام الدين الصحيح، الذي يحث على الرحمة والتكافل والعمل والإتقان، ويرفض العنف والكراهية، فالعيد هو فرصة لنشر الأمل وتعزيز المحبة، وعلينا أن نحول هذه المناسبة إلى طاقة إيجابية تمتد إلى سائر أيام السنة.

وختاما، فإننا إذ نهنئ الشعب المصري كله بمناسبة عيد الأضحى المبارك، نؤكد على أن هذه الأيام الطيبة تمثل فرصة لمراجعة الذات وتعزيز قيم العمل المشترك والانتماء الحقيقي كما نعلن تجديد العهد مع الوطن، ومع قيادته السياسية الوطنية، على أن نواصل العمل المخلص من أجل دعم مسيرة التنمية، وحماية وحدة الوطن، والوقوف خلف مؤسسات الدولة في معركتها للبناء والاستقرار.

حفظ الله مصر، قيادة وشعبا، و أعاد علينا عيد الأضحى المبارك بكل الخير واليمن والبركات.

تم نسخ الرابط