عاجل

حجاج بيت الله الحرام يؤدون رمي جمرة العقبة في أول أيام عيد الأضحى

رامي جمرات العقبة
رامي جمرات العقبة

في مشهد إيماني مهيب ، بدأ حجاج بيت الله الحرام، صباح اليوم، أول أيام عيد الأضحى المبارك، بأداء مناسك يوم النحر، حيث قاموا برمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى ، وذلك ضمن شعائر الحج التي تستكمل مراحلها عقب الوقوف بعرفة والمبيت في مزدلفة.

وأذاعت "الأخبارية" السعودية ، بثًا مباشرًا لجموع الحجاج وهم يؤدون هذا الركن العظيم من أركان الحج، وسط تنظيم محكم وتسهيلات كبيرة قدمتها السلطات السعودية لضمان سلاسة المناسك وأمان الحجيج في ظل الزحام الشديد.

رمي جمرة العقبة.. أول مناسك يوم النحر

بدأ الحجاج مناسك يوم النحر برمي جمرة العقبة ، وهي الجمرة الأقرب إلى مكة المكرمة، باستخدام سبع حصيات صغيرة، حيث يُكبِّر الحاج مع كل حصاة يرميها، اقتداءً بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويُعد هذا الرمي بمثابة إعلان رمزي عن رفض الشيطان والتبرؤ من وساوسه، ما يمنح المناسك بعدًا روحيًا عميقًا يعكس الانقياد التام لله عز وجل والاستعداد للتضحية بكل ما يُغضب الله.

الهدي والحلق أو التقصير

عقب رمي جمرة العقبة، يتوجه الحجاج إلى نحر الهدي، وذلك لمن كان عليه هدي من الهدي المشروع، مثل الهدي التمتع أو القِران ، وتتم عملية الذبح في أماكن مخصصة تضمن النظافة والسلامة العامة، فيما تتولى الجهات المختصة توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين داخل وخارج المملكة.

بعد النحر، يُكمل الحاج السنن بإماطة شعر الرأس، إما بالحلق أو التقصير، مع التأكيد أن الحلق للرجال أفضل كما ثبت في السنة، بينما يُشرع للنساء تقصير قدر أنملة من الشعر.

الطواف والسعي.. استكمال المناسك 

يتوجه الحجاج بعد ذلك إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج لا يتم الحج بدونه، ويليه السعي بين الصفا والمروة لمن لم يسعَ سابقًا بعد طواف القدوم.

وقد بيّن علماء الشريعة أن هذا الترتيب النبوي (الرمي ثم النحر ثم الحلق ثم الطواف والسعي) هو الأفضل، لكن في حال قُدّم بعض المناسك على بعض، كأن يذبح قبل الرمي، أو يطوف قبل الحلق، فلا حرج في ذلك، استنادًا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: "لا حرج لا حرج" لمن سأله عن التقديم أو التأخير.

التنظيم السعودي يُسهّل أداء المناسك 

حرصت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية على تنظيم حركة الحجاج في مشعر منى بكل دقة، حيث تم تنظيم مسارات الرمي بطريقة مدروسة تمنع التكدس، مع توزيع الحصيات مسبقًا وتوفير مظلات ومياه باردة على امتداد الطريق لتخفيف عناء الحجاج.

كما سخرت وزارة الصحة والفرق الطبية إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن، من خلال مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة قرب المشاعر المقدسة.

الحج في يوم النحر.. ذروة الشعائر 

يُعد يوم النحر من أعظم أيام العام، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "أعظم الأيام عند الله"، لما يتضمنه من أركان أساسية للحج، ومن مظاهر التقرّب إلى الله، كالرمي والنحر والطواف والسعي.

ويستكمل الحجاج مناسكهم خلال أيام التشريق الثلاثة، حيث يبيتون في منى ويواصلون رمي الجمرات الثلاث كل يوم، ليختموا بذلك حجهم بالتقوى والخشوع والطاعة.

رمي الجمرات 
رمي الجمرات 

موسم حج 1446هـ.. نجاح تنظيمي وروحاني

تجسد مشاهد رمي الجمرات ومتابعة أعمال يوم النحر صورةً حقيقية لما يعيشه ضيوف الرحمن من لحظات إيمانية مؤثرة، في موسم حج شهد إشادة واسعة بالتنظيم والخدمات، وأجواء روحانية تُجسد معاني الطاعة، والتجرد من الدنيا، والتقرب إلى الله في خير أيام الدنيا.

تم نسخ الرابط