عاجل

حدث في ألمانيا .. فوضى مرورية فى الشوارع بسبب Google Maps

 Google Maps
Google Maps

تطبيق Google Maps، الذي يعد الأشهر عالميًا في توجيه الملاحة والخرائط، أشار إلى أن شبكة الأوتوبان الألمانية - المعروفة بكفاءتها وانسيابيتها - مغلقة بالكامل تقريبًا، الخطأ لم يكن بسيطًا ولا عابرًا، بالتزامن مع بدء عطلة نهاية الأسبوع المطوّلة بمناسبة "صعود المسيح"، استيقظ ملايين السائقين في ألمانيا على واقع مروري مغاير لما توقعوه، تسبب فى إرباك الآلاف من مستخدمي التطبيق، ودفعهم إلى ترك الطرق السريعة والتحول إلى طرق فرعية، مما تسبب في اختناقات مرورية خانقة في عدة ولايات ألمانية، أبرزها: برلين، فرانكفورت، هامبورج، ودوسلدورف.

Google Maps تُعلن الطرق السريعة "مغلقة"

بحسب ما نشره موقع The Guardian البريطاني يوم 30 مايو، فإن التطبيق عرض إشارات حمراء (Red Lines) تدل على توقف حركة المرور بالكامل في عشرات المواقع الحيوية في ألمانيا وهولندا وبلجيكا، العديد من مستخدمي التطبيق صدّقوا تلك المعلومات بشكل تلقائي، وبدأوا بتعديل خططهم وتحركاتهم استنادًا إليها، إلا أن الواقع كان مغايرًا تمامًا: الطرق السريعة الألمانية كانت تعمل بشكل طبيعي، ولم تُسجل فيها أي إغلاقات رسمية أو أعطال فنية أو أعمال طرق واسعة النطاق.

ارتباك جماعي.. والشرطة تتدخل

الارتباك الجماعي الذي أصاب السائقين لم يقتصر على تغيّر الطرق فقط، بل أدى إلى اختناقات مرورية حقيقية في المناطق الريفية والمدن الصغيرة، التي لا تحتمل عادة تدفق آلاف السيارات في وقت واحد.

وبحسب تقرير صحيفة Stern الألمانية يوم الجمعة 31 مايو، فقد تلقت الشرطة الألمانية مئات البلاغات من مواطنين مستائين، ظنّوا أن هناك إغلاقًا طارئًا كبيرًا، أو حتى تهديدًا أمنيًا.

ماذا قالت Google عن هذا الخطأ الفادح؟

شركة Google Maps لم تتأخر كثيرًا في الرد،  فبعد تزايد الشكاوى، أصدرت بيانًا أكدت فيه أنها تحقق في الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الإغلاقات المزيفة على خرائطها، وأشارت إلى أن Google Maps يعتمد على مزيج من البيانات:

  • معلومات رسمية من سلطات الطرق والمرور.
  • بيانات مباشرة من المستخدمين.
  • إحصاءات فورية من مستشعرات ووسائل الذكاء الاصطناعي.

لكنها لم توضّح حتى الآن سبب حدوث هذا الخطأ تحديدًا، أو إن كانت هناك جهة خارجية أثرت على دقة تلك البيانات، وسط تلميحات من بعض الخبراء بإمكانية وجود "تلاعب أو اختراق بيانات".

هل كان هناك هجوم إلكتروني على النظام؟

بينما لم تؤكد Google Maps أي احتمال لهجوم سيبراني، نقلت صحيفة AS الإسبانية عن خبراء تقنية قولهم إن حدوث مثل هذا الخلل "قد يكون ناتجًا عن تدخل خارجي"، خاصةً أن بيانات المرور والخرائط أصبحت هدفًا جديدًا للهاكرز خلال السنوات الأخيرة.

في المقابل، رأى البعض أن الخلل يعود ببساطة إلى "خلل برمجي أو خطأ في التفسير الآلي للبيانات"، خصوصًا في ظل الاعتماد المفرط على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة دون تدخل بشري مباشر.

من المسؤول؟ المستخدمون أم التطبيق؟

في تحليلات أخرى نشرتها وسائل إعلام ألمانية، تم طرح سؤال محوري: هل أخطأت Google فقط، أم أن المستخدمين اعتمدوا بشكل مفرط على التكنولوجيا دون تحقق؟، ففي وقت أصبح فيه غالبية السائقين يعتمدون بنسبة تتجاوز 90% على تطبيقات الملاحة، فإن الخطأ التقني، وإن كان بسيطًا، قد يتحول إلى أزمة حقيقية، كما حدث في ألمانيا.

ماذا يجب على المستخدمين فعله لتجنب تكرار هذه الأزمة؟

الخبراء يقدمون عدة نصائح لتجنب الوقوع في نفس الفخ:

  • لا تعتمد على تطبيق واحد فقط: استخدم أكثر من تطبيق ملاحة مثل Waze، HERE WeGo، أو Apple Maps للمقارنة.
  • استمع إلى إذاعات المرور المحلية: لا تزال بعض المحطات تقدم تحديثات دقيقة وفورية عن حركة الطرق.
  • تأكد من الحالة الفعلية للطريق: في حال بدا لك الإغلاق غريبًا أو غير منطقي، لا تعتمد عليه فورًا دون التحقق ميدانيًا.
  • حافظ على تطبيقك مُحدثًا: قد تحتوي النسخ القديمة على أخطاء لم تُعالج بعد.

لتكنولوجيا رائعة.. لكنها ليست معصومة

حادثة Google Maps الأخيرة في ألمانيا تذكّرنا بأن الاعتماد الكامل على التكنولوجيا في حياتنا اليومية قد يكون سيفًا ذا حدين. وعلى الرغم من أن هذه التطبيقات توفر لنا الراحة والدقة، إلا أنها ليست معصومة من الأخطاء.

ولا شك أن Google ستواجه ضغوطًا كبيرة لتعزيز نظامها، وربما مراجعة طريقة جمع وتحليل البيانات، لتفادي تكرار هذه الكارثة الرقمية.

ما الذي يمكن أن يحدث لو تكررت الأزمة في دول أخرى؟

في دول ذات كثافة مرورية أكبر مثل فرنسا، بريطانيا أو حتى الولايات المتحدة، فإن تكرار هذا النوع من الأخطاء قد يؤدي إلى شلل مروري حقيقي، خاصة في المدن الكبرى مثل باريس، نيويورك، أو لندن،
ولهذا، فالأمر لا يخص ألمانيا وحدها، بل هو إنذار عالمي بضرورة تحسين البنية التحتية للخرائط الرقمية واعتماد آليات تحقق مزدوجة.

تم نسخ الرابط