كامل الوزير يُقيل مسؤولًا بالصناعة على الهواء: مصر لا تحتمل التأخير

في مشهد استثنائي حمل رسائل حازمة، أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، عن إقالة أحد مسؤولي وزارة الصناعة، بسبب تغيبه غير المبرر عن توقيع مذكرة تفاهم مهمة، كان من المقرر توقيعها على الهواء مباشرة خلال استضافته ببرنامج "على مسئوليتي"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى عبر قناة "صدى البلد".
تغيّب غير مبرر
خلال اللقاء التلفزيوني، كشف الفريق كامل الوزير أن أحد المسؤولين المفترض حضوره لتوقيع مذكرة تفاهم مع جهة لم يُعلن عنها، تغيّب دون تقديم أسباب أو تنسيق مسبق، مما تسبب في تعطيل عملية التوقيع. وأكد الوزير أن هذا التصرف يعد انعكاسًا لسلوكيات سلبية لا تزال قائمة داخل وزارة الصناعة.
وقال كامل الوزير بلهجة صارمة: "هو خد إجازة، طب أنا هعمل فيه إيه؟ هسيبه إجازة على طول"، معلنًا على الهواء إقالته للمسؤول الذي لم يفصح عن اسمه. وشدد على أن مثل هذه السلوكيات لا يمكن أن تستمر في ظل المسئولية الملقاة على عاتق الحكومة حاليًا.
الفرق بين وزارة النقل والصناعة
أوضح كامل الوزير أن وزارة الصناعة ما زالت تعاني من بعض الأمراض الإدارية المتوارثة، مثل الغياب دون إخطار، بعكس ما هو مطبق حاليًا في وزارة النقل، قائًلا: "دي الأمراض اللي ورثتها ومتلقهاش في وزارة النقل دلوقتي، قبل ما أي حد ياخد إجازة بيسألني: أنت عاوزني يا فندم في المشوار ده ولا لأ؟".
وأشار كامل الوزير إلى أنه يسعى حاليًا لتطبيق نفس قواعد الانضباط والرقابة الإدارية على قطاع الصناعة، بما يضمن عدم تعطل المشروعات أو تأخر القرارات الحيوية التي تخدم الاقتصاد الوطني.
توقيع مذكرة التفاهم
رغم الغياب المفاجئ للمسؤول، لم يتراجع كامل الوزير عن إتمام التوقيع، إذ طلب من عماد عبد الحميد، مساعد الوزير للمشروعات التنموية والشؤون المالية، أن يوقع بالنيابة عن المسؤول المُقال. كما أشار إلى أن قرار تفويضه سيصدر لاحقًا بشكل رسمي، في دلالة واضحة على أهمية سرعة إنجاز الأعمال وعدم انتظار الإجراءات التقليدية.
اختتم كامل الوزير حديثه برسالة قوية: "هو ده اللي مصر عاوزاه.. متتأخرش يوم، لو اتأخرت يوم بتخسر". وهو تصريح يعكس فلسفة الوزير في الإدارة، القائمة على الحسم والسرعة وتحقيق أعلى درجات الانضباط المؤسسي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الدقيقة التي تمر بها البلاد.

رسالة مباشرة للمسؤولين
رسالة كامل الوزير كانت واضحة لا تحتمل التأويل: من يتقاعس عن أداء عمله دون مبرر، أو يعطل مسيرة التطوير، لن يكون له مكان داخل المنظومة الحكومية الجديدة، التي تعتمد على الكفاءة، والالتزام، والجاهزية التامة لتنفيذ المهام دون تأخير.
بهذه الخطوة، يؤكد كامل الوزير عزمه على إصلاح جذري داخل وزارة الصناعة، مستندًا إلى خبرته الصارمة في وزارة النقل، في سبيل تحقيق هدفه بتحويل الصناعة المصرية إلى رافعة قوية للاقتصاد الوطني.