“ليلة العيد.. ماذا نقول مع دخولها؟ السنة النبوية ترسم ملامح الذكر والفرح”

مع انقضاء يوم عرفة ودخول عيد الأضحى ، يبدأ المسلمون في مختلف أنحاء العالم استعداداتهم لاستقبال عيد من أعياد الإسلام، لكن لحظة دخول ليلة العيد تظل لحظة خاصة، تفيض بالمشاعر الإيمانية والروحانية، وتُعد من اللحظات التي يُستحب فيها الذكر والتكبير والتهليل. فماذا كان يفعل النبي محمد ﷺ؟ وماذا يُستحب للمسلم أن يقول ويفعل في هذه الليلة الفضيلة؟
ليلة العيد.. لحظة فرح وذكر
ليلة العيد ليست مجرد لحظة انتقال من عبادة إلى احتفال، بل هي امتداد للطاعة، وهي ليلة يُستحب فيها الذكر، والتقرب إلى الله. وقد شُرع فيها التكبير، وهو أبرز مظاهر التعبد في ليلة العيد. يقول الله تعالى في سورة البقرة:
﴿وَلِتُكْمِلُوا ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
وقد فهم العلماء من هذه الآية أن التكبير مشروع من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى خروج الإمام لصلاة العيد. فيكون التكبير سنة مؤكدة، يُجهر به الرجال وتُسرّ به النساء.
الصيغة الواردة عن السلف
لم يرد عن النبي ﷺ صيغة واحدة محددة للتكبير، ولكن الصحابة والتابعين نقلوا عنهم عدة صيغ، من أشهرها:
“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد”.
وصيغة أخرى: “الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا”
وكان ابن عمر -رضي الله عنه- يخرج إلى السوق ليلة العيد ويجهر بالتكبير، فيكبر الناس بتكبيره، فيتحول السوق إلى ساحة ذكر وفرح.
الذكر في ليلة العيد.. لا يقتصر على التكبير
بالإضافة إلى التكبير، يُستحب أن يُكثر المسلم من الدعاء، والاستغفار، وحمد الله على بلوغ هذه الأيام المباركة. وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال:
“إن لله في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها”، ولا شك أن ليلة العيد من هذه النفحات.
كما أن من الأعمال المستحبة أيضًا إحياء ليلة العيد بالصلاة والقيام وقراءة القرآن، وقد ورد عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا لا ينامون في ليلة العيد، لما فيها من الفضل، وإن كان ذلك لم يثبت عن النبي ﷺ بشكل مؤكد.
ليلة العيد.. استعداد روحي قبل مظاهر الفرح
وفي ظل الأجواء المبهجة التي تعم البيوت والأسواق ليلة العيد، من المهم أن لا يغيب الجانب الروحي. فقد كان النبي ﷺ يُظهر الفرح ويحث على إدخاله في قلوب الناس، لكنه لم يكن يغفل عن الذكر والطاعة. فرمضان ينتهي، لكن علاقة العبد بربه لا تنتهي.
وهكذا، تستقبل الأمة الإسلامية ليلة العيد، لا فقط بالزينة والثياب الجديدة، بل بالألسن الذاكرة، والقلوب الشاكرة، والأنفس المطمئنة بعبادة الله وشكره على بلوغ هذه المواسم العظيمة