خرافة شائعة: "طالما برضع طبيعي.. مستحيل أحمل!".. طبيب يوضح

لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة تنتشر بين الأمهات الجدد حول فرص الحمل بعد الولادة، وأشهرها الاعتقاد بأن "الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل بشكل تام"، وهو ما ينفيه أ.د عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بكلية طب قصر العيني من خلال صفحته علي مواقع التواصل الاجتماعي “ فيسبوك”، مؤكدًا أن هذا الاعتقاد لا يستند إلى أساس علمي دقيق.
الرضاعة تقلل فرص الحمل ولكن بشروط
يوضح د. عمرو حسن أن الرضاعة الطبيعية بالفعل تقلل احتمالات التبويض نتيجة ارتفاع هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب، ارتفاع
هذا الهرمون يؤدي إلى تثبيط مؤقت لعملية التبويض، مما يقلل فرص الحمل، خاصة في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة.
لكن يشير إلى أن هذا التأثير لا يعني أن الأم محمية تمامًا من الحمل خلال هذه الفترة، لأن فعالية "الرضاعة كوسيلة لمنع الحمل" تعتمد على شروط دقيقة.
متى تفقد الرضاعة قدرتها على تأخير الحمل؟
بحسب د. عمرو حسن، يبدأ مفعول الرضاعة الطبيعية في الوقاية من الحمل بالتراجع في الحالات التالية:
إذا لم تكن الرضاعة طبيعية مطلقة، أي إذا أدخلت الأم الحليب الصناعي أو الطعام للرضيع.
إذا بدأت الأم تفطم الطفل أو تُطيل الفترات بين الرضعات.
إذا عادت الدورة الشهرية، حتى ولو كانت غير منتظمة.
ويضيف أن حدوث أي من هذه العوامل يعني أن التبويض قد يعود، وبالتالي تصبح فرصة الحمل واردة، حتى وإن كانت الأم ما زالت ترضع طفلها.

ضرورة استخدام وسيلة لتنظيم الأسرة
يشدد د. عمرو حسن على أهمية أن تتفهم النساء أن الرضاعة الطبيعية ليست وسيلة فعالة بنسبة 100% لمنع الحمل، ويقول: "الكثير من الأمهات يُفاجأن بحمل غير مخطط له بعد الولادة بفترة قصيرة، معتقدات أن الرضاعة كافية للحماية، وهو ما يسبب لهن ضغطًا نفسيًا وصحيًا".
ويؤكد أنه من الأفضل لكل أم تُرضع طفلها أن تستشير طبيبها بشأن وسيلة مناسبة لتنظيم الأسرة، مشيرًا إلى أن هناك وسائل آمنة ومتوفرة يمكن استخدامها أثناء فترة الرضاعة، دون أن تؤثر على إدرار الحليب أو صحة الأم.
ينبه د. عمرو حسن إلى خطورة الانسياق وراء الخرافات الطبية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا: "الوعي بالمعلومة الصحيحة هو مفتاح اتخاذ قرارات صحية سليمة.