عاجل

كيف كان يستقبل النبي العيد.. وما هي أحب الأعمال إليه؟

العيد
العيد

يعتبر يوم العيد من أجمل المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر، فهو يوم فرح وسرور يعمّ القلوب ويجدد الروحانية بين الناس. ومع قدوم هذا اليوم العظيم، تتجلى مظاهر الاحتفال والابتهاج التي حثّ عليها الإسلام وبيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله. فما هي طريقة استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اليوم المبارك؟ وكيف كان يستعد له؟

أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم العيد

العيد هو يوم فرح وسرور شرع الله تعالى للمسلمين ليعبروا فيه عن الابتهاج والسرور، حيث جعل لهم في كل سنة قمرية عيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
“قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر.”
وهذا الحديث يبين كيف حوّل النبي صلى الله عليه وسلم أيام الفرح السابقة إلى مناسبات إسلامية مباركة.

في بيت النبي صلى الله عليه وسلم كان الفرح والسرور يعمّ العيد، فقد شهدت السيدة عائشة رضي الله عنها أن الحَبَش كانوا يلعبون بحربهم في أيام العيد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراهم ويستر ذلك، وهذا يدل على سماح النبي باللعب والفرح باعتدال في أيام العيد، كما في صحيح البخاري.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على التزين وارتداء أجمل الثياب في أيام العيد، وكذلك يوم الجمعة، وقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه أتى بالنبي صلى الله عليه وسلم بجبة من استبرق ليزين نفسه بها للعيد. كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس بردة حمراء في يوم العيد.
وينبغي للمسلم أن يقتدي به في اغتسال العيد، والتطيب، وارتداء أحسن الثياب، ويفضل لبس الأبيض، أما المرأة فتصون نفسها في اللباس والتطيب بما يليق بحشمتها.

أما طعام النبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد، فكان يختلف بين العيدين؛ ففي عيد الفطر يستحب أن يأكل قبل الخروج لصلاة العيد، ويفضل أن يكون من التمرات، عددها وترًا كما في الأحاديث الصحيحة. أما في عيد الأضحى، فلم يكن النبي يأكل حتى يعود من الصلاة، وهذا أمر ثبت في سنن الترمذي.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي صلاة العيد مع المسلمين ويُلقي عليهم خطبة بعد الصلاة، فقد ثبت في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يومي الفطر والأضحى إلى المصلى، يبدأ بالصلاة، ثم يعتلي المنبر ليعظ الناس ويأمرهم بالخير.

وكان أداء صلاة العيد في الخلاء، أي في الصحراء أو خارج المساجد، حيث ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى المصلى والعنزة تُحمل معه وتُنصب بين يديه.

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يذهب إلى صلاة العيد ماشياً، ولم يركب في أيام العيد إلا لعذر، ومن ذلك ما ورد في الأحاديث الصحيحة. وبعد الصلاة، كان يعود من طريق مختلف عن الطريق الذي جاء منه، وهو من سننه صلى الله عليه وسلم، فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “إذا كان يوم عيد خالف النبي صلى الله عليه وسلم الطريق.”

هذه الأفعال من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تُظهر كيفية الاحتفال بالعيد بطريقة توازن بين العبادة والفرح، وتُعلّم المسلمين كيفية الاستعداد لهذا اليوم المبارك بروح إيمانية ونقاء نفسي

تم نسخ الرابط