الناتو يوافق على أكبر برنامج تسليح منذ الحرب الباردة

وافق حلف شمال الأطلسي “الناتو” على أكبر برنامج لإعادة التسليح منذ حقبة الحرب الباردة، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، اليوم (الخميس).
فيما وجّه وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، اليوم ، رسالة مباشرة إلى دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مفادها أن الاعتماد الكامل على واشنطن للدفاع لم يعد خياراً مطروحاً، داعياً إلى التزام واضح من جميع الدول الأعضاء بزيادة الإنفاق العسكري إلى نسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي، عوضًا عن النسبة الحالية 2%
أمريكا تطالب الناتو بإنفاق 5% من الناتج المحلي على الدفاع
وقال هيغسيث، خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو المنعقد اليوم الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسل: “رسالتنا ستبقى واضحة: الردع والسلام لا يتحققان إلا من خلال القوة، لكن لا يمكن أن يكون هناك اعتماد دائم على الولايات المتحدة في عالم مليء بالتهديدات”.
وأضاف الوزير الأميركي أن بلاده بصدد إعادة تقييم انتشار قواتها في عدة مواقع حول العالم، في خطوة تعكس تغيرات استراتيجية تتعلق بتوزيع القوة العسكرية الأميركية بما يتلاءم مع التحديات الجديدة.
وكان هيغسيث قد صرّح للصحفيين قبيل الاجتماع بأن مسألة التزام الدول الأعضاء في الحلف بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع أمر سيتحقق، مؤكداً أن الجاهزية القتالية باتت شرطاً أساسياً للحفاظ على قوة الحلف وتماسكه.
وأشار إلى أن بلاده تواصل السير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب بزيادة الإنفاق الدفاعي داخل الحلف، متوقعاً أن تُسجَّل خطوات عملية في هذا الاتجاه مع اقتراب موعد القمة المقررة في لاهاي نهاية هذا الشهر.
من جانبه، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن بلاده بحاجة إلى ما بين 50 و60 ألف جندي إضافي لتعزيز الجيش وتحقيق أهداف الناتو الجديدة، التي تسعى إلى تحسين القدرات الدفاعية.
أمين عام الناتو يشدد على ضرورة توفير مزيد من الموارد
في السياق نفسه، شدد الأمين العام للحلف، مارك روته، على ضرورة توفير المزيد من الموارد والقوات والقدرات العسكرية، لتنفيذ الخطط الدفاعية الجماعية الكاملة، مضيفاً أن الأولويات في المرحلة الحالية تشمل تطوير الدفاعات الجوية والصاروخية، وتوسيع أنظمة الأسلحة بعيدة المدى، وتعزيز القدرات اللوجستية، إلى جانب رفع عدد القوات البرية الجاهزة.
ويأتي هذا التحرك في وقت يستعد فيه الناتو لإعادة هيكلة استراتيجيته الدفاعية بشكل جذري، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية واحتدام التوترات بين موسكو والحلف.