مأساة مستشفى المعمداني في غزة: قصف متكرر وخروج عن الخدمة بالكامل

الدكتور فضل نعيم، مدير مستشفى المعمداني في غزة، أكد في مقابلة مع "القاهرة الإخبارية" أنه لا يوجد مكان آمن في غزة ، حيث يواصل الاحتلال استهداف المستشفيات والبنية التحتية بشكل متعمد، مما يهدف إلى تهجير السكان وضرب المنظومة الصحية بالكامل ، مشيرا إلى أن استهداف الصحفيين والطواقم الطبية يهدف لمنع نقل الحقيقة ، وأن العمل الطبي أصبح أكثر صعوبة بسبب الخوف وقلة الكوادر والإمكانيات، لكن الطواقم الطبية تواصل أداء واجبها الإنساني رغم المخاطر الشديدة.
مأساة مستشفى المعمداني في غزة
الوضع الصحي في غزة حاليًا مأساوي جدًا، حيث النظام الصحي على وشك الانهيار بسبب استمرار الهجمات ونقص الإمدادات والكوادر الطبية. فقط 19 من أصل 36 مستشفى ما زال يعمل، ومعظمها يقدم خدمات محدودة أو طارئة فقط، بينما أُجبر العديد من المستشفيات الرئيسية مثل كمال عدوان والإندونيسي وغزة الأوروبي على إغلاق أبوابها بسبب القصف أو قربها من مناطق الإجلاء.
حيث تعرضت المستشفيات لهجمات متكررة (أكثر من 690 هجوم منذ أكتوبر 2023)، وتضرر أو دُمر حوالي 94% منها. هناك نقص حاد في الأدوية، والمستلزمات الطبية، والوقود، وحتى مياه الشرب، مع اكتظاظ المستشفيات القليلة المتبقية بأعداد هائلة من الجرحى، حيث تصل نسبة الإشغال أحيانًا إلى 250% في العناية المركزة. الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطيرة للغاية، مع استهداف مباشر للأطباء والمسعفين، وارتفاع عدد الشهداء منهم بشكل كبير.
الوضع في شمال غزة هو الأسوأ، حيث يكاد يخلو من أي خدمات صحية، ومستشفى العودة يعمل بطاقة دنيا ويواجه خطر الإغلاق في أي لحظة. وحتى عند محاولة إدخال مساعدات أو فرق طبية، غالبًا ما يتم منعهم بسبب الوضع الأمني أو استمرار العمليات العسكرية. تدمير المستشفيات والبنية التحتية الصحية أصبح ممنهجًا، وكل محاولة لإعادة التأهيل تتعرض للهجوم مجددًا.
باختصار، القطاع الصحي في غزة يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، والمرضى والجرحى يفتقدون لأبسط حقوقهم في العلاج والرعاية.
مستشفى المعمداني (الأهلي العربي) في غزة يُعتبر من أقدم وأهم المستشفيات بالقطاع، تأسس عام 1882 ويقع في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية. خلال الحرب الأخيرة، تعرض المستشفى لقصف إسرائيلي مباشر عدة مرات، أبرزها في 17 أكتوبر 2023، حيث وقعت مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل مئات المدنيين والجرحى والنازحين الذين احتموا بساحته.
في أبريل 2025، أعيد قصف المستشفى مجددًا بصواريخ استهدفت مبنى الاستقبال وأقسام الطوارئ والمختبر والصيدلية، ما أدى لتدميرها واشتعال النيران وخروج المستشفى عن الخدمة تمامًا. هذا القصف حرم سكان غزة وشمالها من آخر مركز طبي رئيسي يقدم خدمات الطوارئ، واضطر المرضى والجرحى لمغادرة المستشفى والافتراش في الشوارع وسط ظروف إنسانية قاسية جدًا.
مدير المستشفى، د. فضل نعيم، أكد أن القصف يمثل جريمة ضد الإنسانية، وأن إعادة تشغيل المستشفى تحتاج لوقت طويل وجهود دولية ضخمة، خاصة مع انهيار المنظومة الصحية في غزة بسبب الاستهداف المتكرر للمستشفيات. المستشفى كان يخدم أكثر من مليون شخص، وتحول إلى ملاذ أخير بعد تدمير مستشفيات كبرى أخرى في القطاع.