سببها متبرع قديم.. تحذير من طفرة وراثية “خطيرة” في إسرائيل يثير القلق

في تطور مقلق أثار جدل واسع في الأوساط العلمية والصحية داخل إسرائيل، حذر باحثون من انتشار طفرة وراثية نادرة وخطيرة بين عدد من المواطنين الذين خضعوا لعمليات التبرع بالحيوانات المنوية، بعد تتبع الحالات الطبية لمجموعة من الأطفال الذين وُلدوا من خلال تقنيات التلقيح الاصطناعي. المفاجأة أن السبب يعود إلى متبرع واحد قديم، ساهم بشكل غير مقصود في نقل خلل وراثي نادر إلى أجيال متعددة.
الطفرة الوراثية خطأ في الجينات بدأ من متبرع واحد
التحقيقات الطبية أشارت إلى أن المتبرع، الذي كان نشطًا في بنوك الحيوانات المنوية منذ سنوات، يحمل طفرة في جين نادر يُعتقد أنه مسؤول عن اضطرابات عصبية حادة تظهر مع تقدم الأطفال في السن. وتم الكشف عن الحالات بعد ملاحظة أعراض غير معتادة لدى أكثر من طفل وُلدوا بواسطة نفس المتبرع، ما دفع الأطباء لإجراء اختبارات جينية متقدمة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، فإن الطفرة قد تسبب مشاكل في النمو، وصعوبات في التعلم، واضطرابات في الجهاز العصبي، ما يضع السلطات الصحية أمام أزمة محتملة في مجال الخصوبة والتلقيح الاصطناعي.
انتقادات لسياسات التبرع
أثار هذا الاكتشاف موجة انتقادات حادة تجاه نظام الرقابة على بنوك الحيوانات المنوية في إسرائيل، حيث تساءل كثيرون عن غياب الفحوصات الجينية المتقدمة التي كان يمكن أن تكشف هذه الطفرة مبكرًا وتمنع نقلها إلى الأجيال الجديدة.
خبراء الوراثة أكدوا أن مثل هذه الحالات تسلط الضوء على الثغرات الخطيرة في سياسات الفحص الجيني للمتبرعين، خاصة في الحالات التي يُسمح فيها لمتبرع واحد بإنتاج عدد كبير من الأطفال، ما يزيد من احتمالات انتقال الطفرات الجينية وتكرارها.
ردود فعل العائلات“نشعر بالخيانة”
العائلات التي اكتشفت إصابة أطفالها بالطفرة الوراثية عبّرت عن غضبها وصدمة كبيرة، مؤكدين أنهم لم يُخبَروا بأي مخاطر محتملة قبل إجراء التلقيح. وقالت إحدى الأمهات لوسائل الإعلام العبرية:
“نشعر وكأن النظام خان ثقتنا.. لم نتوقع أن يُعرض طفلنا لهذا الخطر من دون أن يتم تنبيهنا”.
وأضافت أمهات أخريات أنهن يشعرن بالحزن والقلق على مستقبل أطفالهن، خاصة أن بعضهم بدأ يُظهر علامات اضطرابات حركية وصعوبات في التواصل.
وزارة الصحة الإسرائيلية تتحرك.. متأخرة
بعد انتشار القضية، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن فتح تحقيق موسع في سجل المتبرعين، واتخاذ خطوات لمراجعة الإجراءات الوقائية في بنوك الحيوانات المنوية. كما تم تعليق قبول التبرعات من المتبرع المسؤول عن الطفرة، ومتابعة الحالات الطبية المرتبطة به.
إلا أن كثيرين يرون أن التحرك جاء متأخرًا بعد فوات الأوان، مطالبين بوضع تشريعات أكثر صرامة تشمل إجراء فحوص جينية شاملة وإلزامية للمتبرعين قبل الموافقة على استخدام عيناتهم في التلقيح الاصطناعي.
دعوات لتشديد الضوابط وتحسين الوعي
مع تصاعد القلق العام، بدأت جمعيات طبية وإنسانية بالمطالبة بوضع قواعد دولية موحدة لفحص المتبرعين، وتنظيم عدد الأطفال المسموح بإنجابهم من متبرع واحد. كما دعا متخصصون إلى رفع الوعي لدى الأسر حول أهمية معرفة الخلفية الجينية للمتبرعين، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي يتيح الكشف المبكر عن المخاطر.