يوم الخليف تقليد نسائي متوارث في مكة يتجدد كل عام.. من أين بدأت القصة؟

تُحيي نساء مكة المكرمة في التاسع من ذي الحجة تقليداً اجتماعياً فريداً يُعرف بـ يوم الخليف، وهو يوم يتزامن مع وقوف الحجاج في مشعر عرفات، فيما يخلو الحرم المكي من الزحام المعتاد، ويغدو ساحة تعبّد وعبق نسائي خالص.
معنى يوم الخليف وأصول التسمية
يرتبط اسم يوم الخليف بروايتين، الأولى تشير إلى أنه مخصص لمن تخلّف عن الحج، وغالباً ما تكون النساء من غير الحجاج. أما الرواية الثانية، فتُفسر الاسم بأنه نابع من قيام النساء بـ "خلافة" الرجال داخل الحرم، بعد مغادرتهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج وخدمة ضيوف الرحمن.
مشاركة نسائية واسعة وصيام جماعي
تبدأ نساء مكة يومهن بالتجمع منذ ساعات الصباح في منازل العائلة، ثم يتوجهن إلى الحرم للطواف وقراءة القرآن والصلاة، ويقمن بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين في صحن الكعبة، قبل أداء صلاتي المغرب والعشاء والبقاء حتى وقت متأخر من الليل في أجواء روحانية خاصة.
إرث متجذر عبر الأجيال
تحرص كثير من النساء على توارث هذه العادة من الأمهات والجدات. الشابة المكية ندى رضوى أكدت أنها شاركت في يوم الخليف منذ طفولتها بصحبة والدتها، مشيرة إلى أن المناسبة تمثل لها ارتباطاً عاطفياً وامتداداً لتراث مكّي أصيل.
دور النساء في غياب الرجال
تروي مصادر تاريخية أن النساء في مكة كن يتولين المهام اليومية في غياب الرجال أيام الحج، من رعاية البيوت، وتأمين الغذاء والماء، ومساعدة كبار السن، وحتى مراقبة من تخلف من الرجال عن أداء المناسك، وكان من الشائع أن تُردد أهازيج تنتقد من لم يشارك في موسم الحج من الرجال، كتعبير عن الوعي الديني والاجتماعي الذي كانت النساء يحملنه.
الكسوة عادة رافقت يوم الخليف
عرف يوم عرفة تقليد تغيير كسوة الكعبة، إلى أن قررت المملكة العربية السعودية نقل الموعد إلى الأول من محرم ومع ذلك، ظل يوم الخليف قائماً كأحد أبرز الطقوس الاجتماعية التي تحتفظ بها نساء مكة، ويعكس حضورهن الدائم في الحرم ارتباطاً وثيقاً بالهوية الدينية والتراث المحلي، وتجدد هذه العادة كل يوم عرفة من كل عام.