ارتفع عدد سكان المحروسة بنحو 101 ألف نسمة خلال مايو 2025 مقابل 94 ألف نسمة خلال أبريل 2025 بزيادة نحو 7 آلاف نسمة.. هذه الزيادة هي تعبيراً عن مواليد موسم التزاوج في نهاية صيف 2024 (يوليو / أغسطس).. وبافتراض ثبات متوسط الوفيات (55 الف حالة وفاة شهرياً) فإن عدد المواليد في مايو الماضي بلغ 156 ألف مولود جديد بمتوسط 5 ألاف مولود يومياً أي 1.1 مولود كل 20 ثانية.
لا يمكننا اعتبار مايو تحولاً في منحتى تراجع معدلات النمو السكاني في مصر، حيث إن معدل النمو خلال مايو على اساس سنوي لم يزد عن 1.1% مقابل 1.06% خلال أبريل..
تاريخياً، يشهد سكان مصر نمواً استثنائيا في عدد المواليد خلال أشهر مايو ويونيو، فيما يعرف بحصاد موسم التزاوج الصيفي وخاصة في الريف المصري، حيث يعد الصيف هو الوقت المفضل للزواج إلى جانب أنه يتوافق مع موسم مواليد العائدين من الخليج في أجازة الصيف.
إن منحى تراجع النمو السكاني مازال سارياً، حيث بلغ متوسط الزيادة اليومية (بحساب المواليد والوفيات) نحو 3258 نسمة مقابل 3133 نسمة يومياً خلال أبريل . ولتوضيح الصورة فإن مصر زاد سكانها بنحو 112 ألف نسمة في مايو 2024 ونحو 168 ألفا في 2014.
إن استمرار الزيادة بنفس معدل مايو حتى نهاية العام (وهذا ديموجرافياً صعب لنهاية حصاد موسم التزاوج قبل أغسطس الحالي) فإن النمو السكاني في المحروسة لن يزيد عن 1.2% سنوياً مقابل 1.4% خلال 2024، وبالتالي فإن منحنى تراجع النمو السكاني مازال مستمراً..
وتفصيلاً كان ملفتاً أن أكثر المحافظات من حيث عدد الزيادة هي الجيزة، التي ارتفع عدد سكانها بنحو من 9.719 مليون نسمة إلى 9.728 مليون نسمة بارتفاع 9 آلاف نسمة. وهو ما يمكن تفسيره إلى ارتفاع كبير في اعداد العاملين في بلدان الخليج العربي بريف الجيزة وخاصة البدرشين والحوامدية وأطفيح والصف. في الوقت نفسه حافظت القاهرة على معدل نموها الأقل من 0.6% حيث زاد سكانها بنحو 6 آلاف نسمة من 10.406 مليون نسمة إلى 10.412 مليون نسمة.
إن خريطة الإنجاب في مصر خلال مايو هي خريطة واضحة لحجم العاملين في بلدان الخليج العربي خاصة من العمالة المتوسطة وغير الماهرة .. وفي النهاية ما زال قطار النمو السكاني يتراجع ولكن موسم التزاوج الصيفي جعله يبطئ من خطواته واعتقد أنه سيعود إلى وتيرته في سبتمبر المقبل.