فضيحة جينية بإسرائيل: متبرع نُطف ينقل طفرة سرطانية لجيل كامل

أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية، الأربعاء، تنبيهًا طبيًا عاجلًا دعت فيه الأشخاص الذين وُلدوا عبر تقنيات الإخصاب في عيادات الخصوبة خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، إلى التوجّه لإجراء فحص وراثي احترازي، وذلك عقب اكتشاف طفرة جينية نادرة في أحد المتبرعين بالنطف خلال تلك الفترة.
طفرة جينية خطيرة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان
وبحسب بيان الوزارة، فقد تبيّن أن أحد المتبرعين، الذي استخدمت عيناته في عدد من الحالات الطبية آنذاك، يحمل طفرة جينية نادرة ارتبطت لاحقًا بمتلازمة وراثية تزيد من احتمالية الإصابة بأنواع متعددة من الأورام السرطانية.
وأوضحت الوزارة أن هذا الاكتشاف تم في أعقاب تشخيص إصابة المتبرع بمتلازمة جينية تؤثر على الاستعداد الوراثي للإصابة بالأمراض السرطانية المزمنة.
الخطر يمتد إلى الأبناء.. واحتمالية انتقال الطفرة تصل إلى 50%
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الأشخاص الذين وُلدوا من خلال العينات المأخوذة من هذا المتبرع قد يكونون معرضين لخطر وراثة هذه الطفرة الجينية بنسبة تصل إلى 50%.
ويُعتقد أن عدد المواليد المتأثرين بهذه العينات قد يبلغ العشرات أو أكثر، وتتراوح أعمارهم حالياً ما بين الأربعين والخمسين عامًا.
دعوة عاجلة للفحص
وأكدت الوزارة في بيانها أن الفحص الوراثي يمكن أن يكون له دور بالغ الأهمية في الوقاية، حيث يساعد على الكشف المبكر عن الاستعداد الوراثي للإصابة بالسرطان، وبالتالي تحسين فرص التدخل الطبي المبكر، وخفض مخاطر تطور المرض في حال وجود الطفرة.
ودعت جميع من وُلدوا في تلك الفترة عبر إجراءات طبية خاصة في عيادات الخصوبة إلى التوجه فورًا إلى أحد المراكز الوراثية المعتمدة في البلاد لإجراء الفحص اللازم، حتى وإن لم تظهر عليهم أي أعراض مرضية.
ضرورة الاستجابة السريعة
الجهات الصحية شددت على ضرورة الاستجابة الفورية لهذا التحذير، مشيرة إلى أن تجاهل هذه الدعوة قد يؤدي إلى تفويت فرصة ثمينة في الوقاية أو الكشف المبكر عن أمراض خطيرة.
وأوضحت أن اكتشاف مثل هذه الطفرات الوراثية بشكل مبكر يسمح بمتابعة دقيقة وتدخل طبي وقائي من قبل المختصين في علم الأورام والوراثة.
وبينما لا يزال عدد المتأثرين المحتملين غير دقيق، تؤكد الوزارة أنها مستمرة في تتبع الحالات وتوفير المشورة والدعم الطبي والنفسي اللازم لجميع من يثبت تأثرهم بهذه الطفرة.