عاجل

الجندي يوضح الخلوة مع الله وأثرها على تزكية النفس في رمضان

أمين عام مجمع البحوث
أمين عام مجمع البحوث الإسلامية

أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن شهر رمضان يمثل ضبطية متكاملة تشمل القلب والجوارح، موضحًا أن الأساس في هذه الضبطية هو القلب، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".

الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يوضح أهمية القيام والخلوة في رمضان

جاء ذلك خلال درس التراويح الذي ألقاه فضيلته بالجامع الأزهر في الليلة الرابعة من ليالي رمضان، حيث أشار إلى أن القيام في رمضان من أهم وسائل ضبط النفس وإصلاحها. 

وأوضح أن النبي ﷺ، بين فضل القيام في رمضان، وحرص الصحابة والسلف الصالح على الالتزام به. واستشهد بقصة أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه الذي كان يقوم الليل ويقول:" أيظن أصحاب محمد أن يسبقونا إليه؟ والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا رجالًا".

كما أشار الدكتور محمد الجندي، إلى أن النساء في عصر الصحابة ضربن أروع الأمثلة في قيام الليل، ومن ذلك ما روي عن السيدة معاذة الأنصارية رضي الله عنها، التي كانت تقول عند قيامها: "يا ربي، هذا ليلك قد أقبل، وقد خلى كل حبيب بحبيبه، وأنت حبيبي يا ربي".

الخلوة تحقق التوازن الروحي

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الخلوة مع الله من الوسائل المهمة لتحقيق التوازن الروحي في رمضان، حيث تُعين على تصفية القلب وإعادة ترتيب الأولويات، وبيّن أن الخلوة نوعان: خلوة باطنة تتمثل في الصمت والتأمل، وخلوة ظاهرة بالابتعاد عن الناس للتعبد.

الإخلاص جوهر العمل الصالح

شدد الدكتور محمد الجندي، على أن الإخلاص لله هو الركن الأساسي في تزكية النفس وإصلاحها خلال رمضان. وأوضح أن العمل يجب أن يكون خالصًا لوجه الله بعيدًا عن الرياء، مؤكدًا أن المخلص الحقيقي لا يرى إخلاصه، بل يستصغر عمله مهما بلغ.

واستشهد بما ورد عن بعض السلف في الإخلاص: "الإخلاص هو ألا ترى إخلاصك، فمن رأى في نفسه مخلصًا فليس بمخلص". وأضاف أن الإخلاص في الصيام والقيام وسائر العبادات هو ما يُرتقي بالنفس إلى مراتب القرب من الله.

الأزهر الشريف يعزز دوره الدعوي في رمضان

وفي ختام حديثه، دعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية المسلمين إلى استثمار شهر رمضان في تصفية القلوب، والإقبال على الله بصدق، راجيا أن يتقبل الله من الجميع صيامهم وقيامهم.

وأشار إلى أن الجامع الأزهر يواصل خطته العلمية والدعوية خلال شهر رمضان المبارك بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وتشمل هذه الخطة: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، واحتفالات بالمناسبات الرمضانية .. يأتي هذا في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.

تم نسخ الرابط