عاجل

كيف تغتنم فضل يوم عرفة من الفجر إلى المغرب ؟ عالم أزهرى يجيب

الدكتور عمرو الورداني
الدكتور عمرو الورداني

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن يوم عرفة يُعد من أعظم أيام العام عند الله، إذ يتجلّى فيه المولى عز وجل برحماته على عباده، وهو فرصة ذهبية لمن أراد أن يملأ صحيفته بالحسنات ويقترب من الله بقلب نقي وعمل صالح.

وفي حديثه خلال برنامج "مع الناس" على قناة "الناس"، أشار عمرو الورداني إلى أن هذا اليوم يستحق ترتيبًا خاصًا لجدول الأعمال الروحانية، يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، موضحًا أن لكل ساعة في هذا اليوم بركة وفرصة للعبادة والعمل القلبي.

من الفجر إلى الشروق

أوصى عمرو الورداني ببدء يوم عرفة بأداء صلاة الفجر، ثم الجلوس في المُصلى حتى طلوع الشمس، اقتداءً بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة، تامة."

وبحسب التوقيت الحالي، أوضح عمرو الورداني أن أذان الفجر يكون حوالي الساعة 4:09 صباحًا، بينما الشروق حوالي الساعة 5:53 صباحًا، ما يتيح حوالي ساعة وربع من الزمن الثمين يمكن استثماره في ثلاث عبادات رئيسية.

ثلاث عبادات عظيمة 

أذكار الصباح بروح مختلفة: ينصح الدكتور الورداني،  بقراءة أذكار الصباح بإحساس جديد، كأنها أول مرة تُقال، خاصة عندما يقول العبد: "أصبحنا وأصبح الملك لله"، موضحًا أن المطلوب هو عيش الذكر بإحساس القلب وليس فقط باللسان، لأن يوم عرفة يوم تتجلى فيه الأنوار الإلهية.

الصلاة على النبي محمد ﷺ بكثرة: دعا إلى الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، امتنانًا لله تعالى على إرساله، قائلاً: "كل الخير جاءنا عن طريق النبي، فشكر الله يكون بالصلاة عليه من قلوبنا."

قراءة السورة المحببة إلى القلب: نصح بقراءة السورة القرآنية التي يرتبط بها القلب، لأنها تعكس وجدان الإنسان وتشكل علاقته بالقرآن، مضيفًا: "السورة اللي بتحبها بترسم وجدانك، وبتخلي بينك وبين القرآن علاقة حب حقيقية، تعيش بها وتتصرف على ضوء معانيها."

يوم عرفة ليس مجرد عبادة

أوضح الدكتور الورداني، أن العيش في روح يوم عرفة لا يكون فقط عبر الأذكار والدعاء، بل من خلال التفاعل القلبي العميق مع كل عمل صالح، متابعًا: "فكل لحظة في هذا اليوم يمكن تحويلها إلى عبادة: من النية الصادقة، إلى الكلمة الطيبة، إلى السكون مع الله، أو حتى مشاركة دعوة مع الآخرين"، مشيرا  إلى أن المفتاح الحقيقي للاستفادة من يوم عرفة هو التفاعل القلبي مع كل فعل، حيث يشعر الإنسان بأنه يبدأ العالم من جديد بنقاء نية، وصفاء روح.

 

اغتنم يوم عرفة كأنك تراه آخر 

اختتم الدكتور عمرو الورداني، حديثه بدعوة المسلمين إلى عدم تفويت لحظة من يوم عرفة، مشددًا على أنه يوم لا يتكرر كثيرًا، وفرصة لا تُعوض في العام:"عيش يوم عرفة كأنك تراه للمرة الأخيرة، واجعل كل لحظة فيه طريقًا إلى الله، بكلمة، بذكر، بخدمة، أو حتى بسورة تحبها من القرآن."

بهذا البرنامج الروحاني المتكامل، يكون يوم عرفة يومًا للقلوب الصادقة، والنيات الطاهرة، والتجلي الحقيقي لعلاقة الإنسان بربه.

تم نسخ الرابط