عاجل

المنشد محمد المنفلوطي: الابتهال والإنشاد تراث روحي مصري يتجاوز الحدود

 المنشد محمد المنفلوطي
المنشد محمد المنفلوطي

أكد المنشد محمد المنفلوطي أن فن الإنشاد الديني والابتهال لهما جذور راسخة في الوجدان المصري والعربي، حيث يحملان بين طياتهما قيمة روحية وفنية عظيمة، أثرت في أجيال متعاقبة وشكّلت وجدان الملايين على مدار قرون.

الفرق بين الإنشاد والابتهال

وخلال حواره في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، أوضح محمد المنفلوطي أن الفرق الجوهري بين الإنشاد والابتهال يكمن في الشكل الفني والتقني للأداء، حيث قال: "الابتهال هو مناجاة خالصة لله، خالية من الإيقاع، بينما الإنشاد عادةً ما يكون مصحوبًا بإيقاع موسيقي، ويُستخدم للتعبير عن مشاعر الحب والمدح، خصوصًا في قصائد مديح الرسول ﷺ".

وأشار محمد المنفلوطي إلى أن قصائد مثل "إن حب محمدًا" أصبحت مألوفة لدى الصغار والكبار، مما يعكس الارتباط العاطفي الكبير بهذا النوع من الفن الديني.

بطانة المبتهلين الكبار

استعاد محمد المنفلوطي ذاكرة الزمن الجميل حين تحدّث عن بطانة المبتهلين القدامى، مؤكدًا أن الشيخ طوبار والشيخ الفشني كانوا من أبرز الأصوات التي شكلت وجدان المستمعين: "هؤلاء المشايخ تركوا إرثًا عظيمًا من الابتهالات، وكانت البطانة ترافقهم لتُبرز جمال الأداء، وتضفي حالة فنية وروحانية خالصة".

وأضاف محمد المنفلوطي أن هذا الأسلوب ما زال يحتفظ بجاذبيته حتى اليوم، ويعتبر مرجعًا أساسيًا لكل من يرغب في الدخول إلى عالم الإنشاد أو الابتهال.

التطور المعاصر لفن الإنشاد

تحدّث محمد المنفلوطي عن تطور شكل الإنشاد الديني في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن الفرق الحالية أصبحت تستخدم البطانة الموسيقية والإيقاعية: "كل زمن له أدواته، واليوم هناك فرق فنية تقدم الإنشاد بروح جديدة، لكنها تحافظ على الجوهر والرسالة".

وأكد محمد المنفلوطي أن هذه التحديثات الفنية لا تمس قدسية النص أو روحانية الأداء، بل تساعد في إبراز المعاني بشكل يلامس وجدان الأجيال الجديدة.

الإنشاد يتجاوز الحدود

لفت محمد المنفلوطي إلى أن الإنشاد الديني لم يعد محصورًا في المجتمعات العربية أو الإسلامية، بل أصبح له جمهور واسع في دول أوروبا وخارجها: "شاركنا في جولات فنية عالمية، وكان الحضور من الأجانب مندمجين تمامًا، رغم اختلاف الدين أو اللغة، وهذا يرجع إلى صدق الإحساس والتوجه لله".

وأشار محمد المنفلوطي إلى أن الموسيقى تلعب دورًا في نقل المعاني الروحية حتى لغير الناطقين بالعربية، مضيفًا أن الجمهور يتفاعل بعمق مع الأداء، وهو ما يدل على عالمية هذا الفن من حيث المشاعر والرسالة.

 المنشد محمد المنفلوطي
 المنشد محمد المنفلوطي

مستقبل الإنشاد 

اختتم محمد المنفلوطي حديثه بالتأكيد على أن الإنشاد الديني لا يزال حيًا ومتجددًا، بفضل جهود المخلصين في هذا المجال، داعيًا إلى دعم هذا التراث الثقافي والفني ليظل منارة للروح في عالم يموج بالضجيج.

تم نسخ الرابط