بعد رحيلها نيكول كروزيي أيقونة الجاز والسينما الفرنسية |صور

فقد الوسط الفني الفرنسي والعالمي واحدة من أبرز رموزه برحيل الفنانة نيكول كروزيي (Nicole Croisille)، أيقونة الجاز والممثلة المحبوبة، عن عمر يناهز 88 عامًا، وذلك في العاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما أكده وكيل أعمالها جاك ميتجيس.
من هي نيكول كروزيي؟
ولدت نيكول كروزيي في 9 أكتوبر 1936، وبدأت مسيرتها الفنية في خمسينيات القرن العشرين كمغنية وعازفة، قبل أن تنتقل إلى عالم التمثيل. تميزت بأسلوبها المميز في أداء أغاني الجاز والبوب، وتمكنت من تكوين قاعدة جماهيرية عريضة في فرنسا وخارجها، خاصة بعد تعاونها مع كبار الملحنين والمخرجين.
نجاحات في عالم الجاز والغناء
عرفت كروزيي بصوتها العاطفي القوي وقدرتها على دمج الأساليب الكلاسيكية بالجاز الحديث. ومن أشهر أغانيها “Une Femme avec Toi” و*“Téléphone-moi”*، كما قدمت عددًا من الألبومات الناجحة خلال السبعينيات والثمانينيات. شكلت جزءًا من النهضة الموسيقية الفرنسية التي مزجت بين التراث والغرب، وشاركت في مهرجانات جاز عالمية.

مسيرة سينمائية لامعة
لم تقتصر موهبة نيكول كروزيي على الموسيقى، بل لمع نجمها أيضًا في السينما، حيث ظهرت في عدد من الأفلام المهمة، أبرزها دورها المؤثر في فيلم “Un Homme et une Femme” (رجل وامرأة) عام 1966، للمخرج الشهير كلود لولوش. وقد ساهم صوتها في تعزيز الأثر العاطفي للفيلم الذي نال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان.
تكريمات وتأثير دائم
حصلت كروزيي خلال مسيرتها على عدة تكريمات، منها وسام الفنون والآداب الفرنسي. كما تُعدّ من الشخصيات الملهمة التي كسرت القوالب النمطية للمرأة في الفن، وساهمت في تمكين الفنانات من الجمع بين الغناء والتمثيل بثقة واستقلالية.

وداع بحجم الإرث
خلفت نيكول كروزيي إرثًا فنيًا غنيًا، وصوتًا لا يُنسى في ذاكرة عشاق الموسيقى والسينما الفرنسية. ومع إعلان خبر وفاتها، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل نعي من جمهورها وزملائها في الوسط الفني، الذين أجمعوا على أن العالم خسر فنانة من طراز نادر.

بصمة نسائية رائدة في عالم الفن
لم تكن نيكول كروزيي مجرد صوت جميل أو وجه سينمائي مألوف، بل كانت واحدة من النساء القلائل في جيلها اللواتي نجحن في بناء مسيرة فنية متعددة الأبعاد، دون أن يتقيدن بإطار واحد. استطاعت أن تفرض حضورها في الساحة الفنية في وقتٍ كانت فيه الأدوار المتاحة للنساء محدودة، وكسرت التوقعات عبر مشاركتها في أعمال مسرحية غنائية مثل Hello, Dolly! عام 1992، والتي اعتبرتها “ذروة أحلامها المهنية”. كما ساهمت في فتح الطريق أمام الأجيال القادمة من الفنانات الفرنسيات لاقتحام مجالات الغناء التمثيلي والجاز المعاصر بثقة وطموح. تُذكر كروزيي اليوم كأيقونة للمرأة المتحررة فنيًا وثقافيًا، وقدوة حقيقية لمن يسعون لصناعة مسيرة أصيلة ومتنوعة في الفن