أبرز المعلومات عن أوبريت «الليلة الكبيرة» بعد أزمة إعلان تريزيجيه مع الأهلي

بعد الاحتفاء بانضمام اللاعب محمود حسن “تريزيجيه” إلى صفوف النادي الأهلي، أثار الإعلان الترويجي لهذا الحدث جدل واسع، وذلك بعد استخدام أغنية “الليلة الكبيرة” الشهيرة دون الحصول على التصاريح القانونية اللازمة و نستعرض في هذا التقرير أبرز المعلومات عن الأوبريت ، وأبعاد الأزمة القانونية المرتبطة به.
ما هو أوبريت «الليلة الكبيرة»؟
أوبريت «الليلة الكبيرة» هو واحد من أشهر الأعمال الغنائية والمسرحية في التراث المصري، تم تقديمه لأول مرة عام 1961 ضمن عروض مسرح العرائس. وكتب كلماته الشاعر الكبير صلاح جاهين، ولحنه الموسيقار القدير سيد مكاوي، وأخرجه صلاح السقا ويعكس الأوبريت أجواء المولد الشعبي المصري، ويجسد شخصيات وأحداث هذا الاحتفال الشعبي بروح مرحة وذكية.
يتضمن الأوبريت مجموعة من الأغاني القصيرة والحوارات الساخرة، ويتميز باستخدام عرائس الماريونت بأسلوب مبتكر، جعله من العلامات الفارقة في المسرح الغنائي المصري.
الأزمة القانونية و سببها
أعلنت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين (SACEM) استياءها الشديد من استخدام نادي الأهلي للأغنية في إعلان تقديم “تريزيجيه”، دون الرجوع لأصحاب الحقوق أو الحصول على إذن مسبق.
وصرح مدحت العدل، السيناريست المعروف ورئيس الجمعية، بأن ما حدث يعد مخالفة قانونية واضحة، ويمثل انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية. وأكد أن الجمعية ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوق ورثة صلاح جاهين وسيد مكاوي، مضيفًا أن «الليلة الكبيرة» ليست مجرد أغنية، بل إرث ثقافي لا يجوز التعدي عليه.

هل أغنية «الليلة الكبيرة» ملك عام؟
رغم أن الأغنية قدمت منذ أكثر من 60 عامًا، إلا أن حقوق المؤلف والملحن تظل سارية لمدة 50 سنة بعد وفاة كل منهما، حسب قانون الملكية الفكرية في مصر. وبما أن سيد مكاوي توفي عام 1997، فإن الحقوق ما زالت محفوظة قانونيًا حتى عام 2047، وهو ما يعني أن أي استخدام تجاري للأغنية يستوجب تصريحًا من ورثة المؤلفين أو الجهة التي تمثلهم رسميًا.

لماذا اختار الأهلي هذه الأغنية؟
استخدام أغنية «الليلة الكبيرة» في إعلان تقديم “تريزيجيه” جاء على الأرجح بهدف خلق حالة من البهجة والاحتفال المرتبط بالموروث الشعبي المصري، خاصة وأن اللاعب يعود إلى ناديه الأم في صفقة أثارت حماس الجمهور. إلا أن هذا الاستخدام، رغم رمزيته، قوبل بانتقادات حادة بسبب تجاهل الإجراءات القانونية.

ردود فعل الجمهور والوسط الفني
ردود الفعل جاءت متباينة؛ فبينما أشاد بعض الجمهور بروح الإعلان، أبدى كثيرون استياءهم من تجاهل حقوق الملكية الفكرية، معتبرين أن احترام التراث يبدأ من احترام أصحابه.
تعيد أزمة «الليلة الكبيرة» إلى الواجهة قضية احترام حقوق المؤلفين والفنانين، خاصة في ظل تزايد استخدام الأعمال الفنية الكلاسيكية في الحملات الإعلانية. ويبقى هذا الأوبريت علامة فنية خالدة، يجب التعامل معها بمسؤولية ووعي قانوني وثقافي.