بعد الصلب والألمنيوم.. خبير يكشف تأثير قرارات ترامب الجمركية عالمياً ومحليا

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، فى خطوة تستهدف تقليص الاعتماد على الواردات وتعزيز الصناعات المحلية، بحجة حماية الأمن القومى.

سياسة أمريكا أولًا

ومن جانبه قال هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعود من جديد إلى سياسة "أمريكا أولًا"، ولكن هذه المرة من مدخل التعريفات الجمركية، فقرار مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%  يأتي في توقيت حساس، ويثير أكثر من علامة استفهام.
 

ويرى الخبير الاقتصادي أن هذا القرار ليس فقط اقتصاديًا بقدر ما هو سياسي، فتبرير الإدارة الأمريكية أن القرار يهدف الى حماية الأمن القومي وردع الإغراق، لكن لا يمكن تجاهل أن هذه اللغة تُستخدم كثيرًا لتبرير قرارات ذات طابع حمائي للصاعات الامريكية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.
 

وأضاف أبو الفتوح في تصريح خاص ل "نيوز رووم" أن ما يثير قلقي بشكل خاص هو الأثر المحتمل على سلاسل التوريد العالمية، خاصة أن كثيرًا من الصناعات الأمريكية تعتمد بشكل كبير على المعادن المستوردة.

 ويتوقع أبو الفتوح أن تكلفة الإنتاج ستزيد، وسيُحمّل المستهلك الأمريكي هذا الفرق في نهاية المطاف، سواء في أسعار السيارات أو الأدوات الكهربائية أو حتى في بعض مواد البناء.
 

وعن الناحية الدولية، فقال أبو الفتوح أن هناك احتمال كبير لردود فعل تجارية مضادة، قد تؤدي إلى تصعيد جديد في الحروب التجارية، وربما تؤثر سلبًا على أسواق المال العالمية. أظن أن هذا التوتر لن يتوقف عند حدود الصلب والألمنيوم، بل قد يمتد لقطاعات أخرى لاحقًا.
 

ويرى الخبير الاقتصادي أنه فيما يخص مصر، فيبقى تأثير القرار محدودًا، لأن حجم صادراتنا من الصلب والألمنيوم إلى أمريكا ليس كبيرًا، لكننا بحاجة إلى متابعة هذا التطور عن قرب، لأنه قد يفتح أبوابًا جديدة لبعض المصدرين المصريين، خصوصًا إذا ابتعدت الشركات الأمريكية عن موردين في آسيا وأوروبا.

وأوضح أن هذه الخطوة تتسم بنوع من المجازفة. فبينما تراهن إدارة ترامب على تحفيز الصناعة المحلية، قد تكون النتيجة عكسية إذا انهارت سلاسل التوريد أو ارتفعت الأسعار بشكل يفوق طاقة السوق.

يذكر أنه الصادرات المصرية من الألومنيوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نسبة لا تكاد تذكر، ولكن يوجد صادرات مصرية من الصلب، حيث بلغت قيمة صادرات مصر من الصاج إلى الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 100 مليون دولار. 

وفي عام 2024، نمت صادرات مصر إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.3% لتصل إلى 2.247 مليار دولار، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. 

وشهدت التجارة بين مصر والولايات المتحدة نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع قيمة الصادرات المصرية إلى أمريكا بنسبة 12.3% في عام 2024. 

زيادة الرسوم المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم

ووفقًا لنص إعلان رئاسي نُشر على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، قال ترامب: "لقد قررت أنه من الضروري زيادة الرسوم المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم ومنتجاتهما المشتقة، حتى لا تهدد هذه الواردات الأمن القومي الأمريكي".

وأوضح ترامب أن هذه الزيادة تهدف إلى ردع ممارسات الإغراق، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجين الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الرسوم ستشمل أيضًا المنتجات المشتقة من المعدنين.

ومن المقرر أن تدخل الرسوم المعدلة حيّز التنفيذ اعتبارًا من اليوم الأربعاء؛ بحسب ما ذكرته وكالة (بلومبرج) الأمريكية.

وفي استثناء لافت، أعلن ترامب إعفاء المملكة المتحدة من الرسوم الإضافية، بموجب اتفاق تجاري تم توقيعه في مايو الماضي، لتظل الرسوم المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم البريطانية عند مستوى 25%.

وتثير الخطوة الجديدة مخاوف في الأوساط الصناعية، حيث يُتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي، خاصة أن العديد من القطاعات الامريكية تعتمد على واردات الصلب والألمنيوم في عملياتها.

كما حذّر خبراء من أن إقامة بنية تحتية كافية لإنتاج الصلب والألمنيوم محليًا قد تستغرق سنوات، ما يزيد الضغط على الشركات الامريكية في المدى القصير.
 

وفي المقابل، تراهن الإدارة الامريكية على أن الرسوم المرتفعة ستدفع الشركات إلى التوجّه نحو الموردين المحليين، ما يُعزز الاكتفاء الذاتي ويقلص العجز التجاري.