«في تحدٍ لهيمنة بوينج».. الصين تُلوّح بصفقة طائرات تاريخية مع إيرباص
تدرس الصين تقديم طلبية ضخمة لشراء مئات الطائرات من شركة "إيرباص" الأوروبية، وذلك بالتزامن مع زيارة مرتقبة لقادة الاتحاد الأوروبي إلى بكين في يوليو المقبل، بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، نقلاً عن مصادر مطلعة لوكالة بلومبرج.
وبحسب المصادر، لا تزال تفاصيل الصفقة قيد التفاوض مع شركات الطيران الصينية، وسط مساعٍ لتحديد عدد الطائرات وتوزيعها بين الطرز ذات الهيكل الضيق والعريض. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الصفقة قد تشمل ما بين 200 و500 طائرة، مما يجعلها واحدة من أضخم الطلبيات في تاريخ الشركة الأوروبية.
مفاوضات حساسة وتوقيت استراتيجي
كما أكدت المصادر أن المفاوضات لا تزال جارية وقد تستغرق وقتًا أطول أو تنهار في حال تعثر النقاشات، ما يجعل التوصل إلى اتفاق نهائي غير مضمون حتى الآن. ومن المنتظر أن تشمل زيارة يوليو المقبلة كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى جانب عدد من كبار القادة الأوروبيين، حيث ستحمل الصفقة رمزية سياسية واقتصادية كبيرة.
تمتلك كل من فرنسا وألمانيا حصصًا كبيرة في شركة إيرباص، ما يُضفي طابعًا سياسيًا على الصفقة، ويمنحها بُعدًا استراتيجيًا في سياق العلاقات الأوروبية-الصينية.
رسالة سياسية لبكين.. وضغوط على واشنطن
يرى مراقبون أن إتمام صفقة بهذا الحجم سيشكل رسالة قوية من الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى واشنطن، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. كما قد يُنظر إليها كنوع من إعادة التوازن في العلاقات التجارية الدولية، مع تقوية الروابط الاقتصادية مع أوروبا على حساب الولايات المتحدة.
في المقابل، لا تزال شركة "بوينج" الأمريكية، المنافس الرئيسي لإيرباص، تسعى لاستعادة مكانتها في السوق الصينية، خاصة في ظل القيود والتوترات التي تعرقل توسعها هناك. وقد شهدت الأشهر الماضية تعزيز بوينغ لعلاقاتها مع شركاء دوليين، أبرزها صفقة طائرات كبيرة مع المملكة المتحدة ضمن اتفاق تجاري جديد.
إذا ما تم التوصل إلى اتفاق نهائي بين الصين وإيرباص، فقد يُمثل ذلك تحوّلًا كبيرًا في خريطة تجارة الطيران العالمية، ويعزز مكانة إيرباص في السوق الآسيوية، وسط منافسة محتدمة مع بوينج على أكبر سوق طيران ناشئة في العالم.
