عاجل

"المنبر الثابت" يناقش تلوث البيئة ونهر النيل بالفيوم

المنبر الثابت
المنبر الثابت

أقيمت فعاليات برنامج "المنبر الثابت"، بمديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم، بالتعاون مع الأزهر، تحت عنوان: "الحفاظ على البيئة وحرمة الاعتداء عليها.. نهر النيل نموذجًا"، وذلك بحضور نخبة من كبار علماء الأزهر، والأئمة المتميزين.

برنامج "المنبر الثابت"

جاءت الفعالية في إطار التعاون المشترك، والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف، والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبتوجيهات من الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبإشراف من الشيخ يحيى محمد، مدير الدعوة.

البيئة في الإسلام

وخلال اللقاءات، أكد العلماء أن الإسلام اعتنى بالبيئة والكون، وحثّ على الاهتمام بهما والمحافظة عليهما، وشرع لتحقيق ذلك كمًّا كبيرًا من التشريعات، التي تهدف إلى تحقيق التوازن البيئي والاستقرار في هذا الكون الفسيح. واعتبر الإسلام حماية البيئة ورعايتها مسئولية الجميع، وهي أمانة في أعناق الأمة، وتتحمل وزر التقصير في أدائها أمام الله تعالى.

قال الله تعالى:
"إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا".

كما اعتبر الإسلام أن ما في هذا الكون من مخلوقات، حية وغير حية، سُخّرت وذُلّلت لخدمة الإنسان، ورعايته، وبقائه. فالأرض وما فيها من خيرات تحقق هذا المقصد الرباني العظيم، كما أن السماء وما فيها من شموس وكواكب وهواء، وما ينزل منها من ماء مبارك، هي جزء من هذا الكون، وآية من آيات الله تعالى، ونعمة عظيمة لكل المخلوقات على هذه الأرض الواسعة.

التحذير من التلويث

وأوضح العلماء أن النصوص الشرعية تحذّر وتُرهب من إفساد مقوّمات البيئة أو الإضرار بها. مشدّدين على أن المقصود الأساس للشريعة الإسلامية، والذي اتفقت عليه كلمة العلماء، يتمثل في المحافظة على مقوّمات الحياة من: الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال، والوطن.

ومن المعلوم بالقطع، أن تلوّث البيئة يضر بهذه المقومات، إما ضررًا كليًّا يُفسدها ويفوّت الحياة على أهلها، ويعود بأصحابها بالخسران في الآخرة، أو ضررًا جزئيًّا، يُفَوِّت المصالح الحاجية والتحسينية، ويوقع الحرج والمشقة لدى فئات من الناس، نتيجة تلوث المياه بالنجاسات، والآفات التي تصيب الثروة النباتية والحيوانية، أو من خلال الروائح الكريهة والمناظر القبيحة التي تشوّه جمال الطبيعة، وتأنف منها العقول السليمة، وتُسيء إلى الآداب ومكارم الأخلاق.

دعوة للحفاظ على النيل

وفي الختام، طالب العلماء الجميع بالمحافظة على نهر النيل، وعدم التعرّض له بأي نوع من أنواع الأذى، أو التلوّث، أو الإسراف، أو الهدر. مؤكدين أن المحافظة على المياه واجب شرعي ووطني.

تم نسخ الرابط