صالون "الإصلاح والنهضة" يناقش تحديات الهوية الثقافية المصرية

في خطوة تعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية القيم الثقافية والوطنية في بناء الإنسان، نظم حزب الإصلاح والنهضة، صالونه السياسي تحت عنوان "الثقافة والقيم الوطنية في الجمهورية الجديدة"، بحضور نخبة من الشخصيات البرلمانية والمفكرين والخبراء في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام.
تطوير الخطاب الثقافي
وخلال كلمتها في الصالون، أكدت د. ولاء بلال، أمين الثقافة والفنون المركزية بالحزب، أن مصر تمر بتحولات مجتمعية عميقة تتطلب وقفة حقيقية لإعادة صياغة خطابها الثقافي، مشيرةً إلى أن الحزب يعمل حاليًا على إعداد “وثيقة للقيم الوطنية” تسعى لإعادة ترتيب أولويات الوعي الوطني، وتحصين المجتمع ضد التحديات القيمية المتفاقمة.
رؤية ثقافية جديدة
وأوضحت "بلال" أن هذه الوثيقة تمثل رؤية متكاملة لثقافة الجمهورية الجديدة، تتضمن آليات لتعزيز الانتماء الوطني وغرس مفاهيم المسؤولية والتكافل، خصوصًا في ظل تغيرات اجتماعية واقتصادية أثّرت على منظومة القيم التقليدية.
محولات التشويه الخارجية
من جانبه، شدد النائب نادر مصطفى، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، على أن القيم الوطنية هي خط الدفاع الأول ضد محاولات التشويه والإسقاط من الخارج، مؤكدًا أن مصر "عصية على الكسر" بفضل وعي شعبها وتاريخه العريق. وأشار إلى أهمية تعزيز التناغم بين المؤسسات التشريعية والثقافية والإعلامية في نشر ثقافة الانتماء وبناء الإنسان.
حماية الهوية المصرية
فيما ركّزت النائبة سها سعيد، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، على ضرورة المواءمة بين المبادئ والمصالح لتحقيق الاستدامة الثقافية، داعيةً إلى تفعيل دور المجتمع المدني والمدارس لحماية الهوية المصرية من التغريب الثقافي.
تأثير الدراما الأجنبية
وأكدت د. غادة النشار، الخبيرة في التنمية المستدامة في التعليم، أن غرس القيم في السنوات الدراسية الأولى هو المفتاح لبناء شخصية مصرية متماسكة، محذّرة من التأثير المتزايد للدراما الأجنبية والإعلام على سلوكيات الأجيال الجديدة، فيما دعا د. رامي عبدالباقي إلى مراجعة المناهج التعليمية لتعزيز القيم الأخلاقية، معتبراً التعليم المبكر حجر الأساس في بناء حصانة وطنية ضد الغزو الثقافي.
تعزيز الهوية الثقافية
الصيغة التي اتخذها الصالون السياسي لحزب الإصلاح والنهضة، تعكس توجهًا عمليًا وجادًا نحو تعزيز الهوية الثقافية، في ظل مشروع الجمهورية الجديدة، عبر حوار مفتوح يدمج الجهد التشريعي مع الرؤية الثقافية والتعليمية في بناء مواطن واعٍ، فاعل، ومتشبّث بجذوره الأصيلة.
ويعكس هذا الصالون اتجاهاً نحو وضع رؤية وطنية موحدة للقيم، لا تتوقف عند التشخيص، بل تسعى لوضع حلول عملية، تستند إلى التنوّع والانفتاح والالتزام الوطني، في سبيل مستقبل تتماسك فيه ملامح الشخصية المصرية أمام التحديات القادمة