تصعيد في الجولان: إسرائيل ترد على صواريخ سورية بقصف محيط قرية كويا

في تطورٍ عسكري غير مسبوق، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بسماع دوي صفارات الإنذار في هضبة الجولان السورية المحتلة، بعد إطلاق صاروخين من الأراضي السورية سقطا في منطقة مفتوحة جنوب الهضبة. وردت إسرائيل بسرعة على الهجوم بقصف محيط قرية كويا في ريف محافظة درعا الجنوبية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تصعيد خطير على الحدود بين البلدين.
هجوم صاروخي
يُعتبر إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية على هضبة الجولان هو الأول من نوعه منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي. وكان سقوط النظام قد تبعه هجوم مفاجئ من قبل هيئة تحرير الشام، التي استطاعت السيطرة على معظم المناطق الحيوية في البلاد. منذ ذلك الحين، شهدت سوريا حالة من التوتر، في حين استمرت إسرائيل في شن غارات جوية على الأراضي السورية بشكل متقطع.
التحولات الأمريكية في السياسة السورية
وفي سياق متصل، كشفت مصادر دبلوماسية عن تحول مفاجئ في السياسة الأمريكية تجاه سوريا. فقد أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لدمج آلاف المقاتلين الأجانب في صفوف الجيش السوري، وذلك بعد محادثات مكثفة بين واشنطن ودمشق. وتُعتبر هذه الخطوة جزءًا من خطة الحكومة السورية لتشكيل جيش نظامي جديد، حيث سيتم دمج نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيغور الصينيين ودول آسيوية أخرى، ضمن وحدة جديدة تُعرف باسم "الفرقة 84" في الجيش السوري.
دمج المقاتلين الأجانب
كانت الولايات المتحدة قد طالبت حتى مايو الماضي سوريا باستبعاد المقاتلين الأجانب من قواتها العسكرية، إلا أن الموقف الأمريكي تغير بشكل مفاجئ. وعلق توماس باراك، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا، قائلاً: "من الأفضل إبقاء هؤلاء المقاتلين ضمن الجيش السوري، لأن التخلي عنهم قد يؤدي إلى انضمامهم إلى الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو القاعدة، مما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والعالمي".
وقد أشار المسؤولون السوريون إلى أن دمج المقاتلين الأجانب يعد الخيار الأقل خطورة مقارنةً بالتخلي عنهم، مما قد يدفعهم إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة أو شن هجمات على الأراضي السورية.
الآفاق المستقبلية للتوتر الإقليمي
يبدو أن التطورات الأخيرة تُشير إلى تصعيد محتمل في الأوضاع الإقليمية بين إسرائيل وسوريا، في وقتٍ حساس يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبيرة. وبينما تواصل إسرائيل شن غاراتها على الأراضي السورية، فإن التطورات السياسية في دمشق، مع الدعم الأمريكي غير المتوقع، قد تفتح آفاقًا جديدة للتعاون العسكري بين سوريا والولايات المتحدة، مما يعقد المشهد الإقليمي بشكل أكبر.