خالد أبو بكر يدعو الأسر المصرية لتنظيم الميراث في حياة المورث

وجه المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر رسالة هامة إلى الأسر المصرية حول القضايا المتكررة المتعلقة بتوزيع الميراث، داعيًا إلى ضرورة التعامل الواعي والمبكر من قبل الأسرة المصرية مع تقسيم التركة أثناء حياة المورث، لتجنب ما وصفه بـ"الانفجار النفسي والاجتماعي داخل العائلات بعد وفاة عائلها".
حين يغيب كبير العائلة
خلال تقديمه لحلقة جديدة من برنامج "آخر النهار" عبر شاشة قناة النهار، أوضح خالد أبو بكر أن كثيرًا من الأسر المصرية تعتمد على شخصية مركزية واحدة تتولى القرارات وتفرض الانضباط، وغالبًا ما تكون هذه الشخصية الأب أو الجد.
ومع غياب هذه الشخصية، تتبدل النفوس، وتبدأ النزاعات التي قد تتحول إلى مشاجرات عائلية وقضايا في المحاكم، وربما تصل إلى صفحات الحوادث، ما يهدد الترابط الأسري.
وقال خالد أبو بكر:"كثير من الأسر تنهار بعد وفاة عائلها بسبب ترك الأمور دون تنظيم أو وصية، وهذا خطأ يجب أن نصححه بوعي جديد".
كسر الحرج الاجتماعي
وأشار خالد أبو بكر إلى أن هناك تحفظًا اجتماعيًا منتشرًا يمنع العائلات من الحديث عن الميراث أثناء حياة المورث بدافع الحياء أو الحساسية الزائدة، لكنه شدد على أن الواقع الحالي لا يحتمل هذا السكوت، فالعواقب أصبحت كبيرة وخطيرة.
وتابع بقوله:"حان الوقت لكسر هذا الحاجز النفسي. إذا كنت تملك شيئًا – حتى لو كانت ساعة ثمينة أو قطعة أرض صغيرة – فلا تؤجل الكتابة أو الوصية. حدد ما تريده بوضوح، وشاركه مع أسرتك، حتى لا يتحول الخلاف لاحقًا إلى نزاع طويل".
حلول قانونية تحفظ الحقوق
قدّم خالد أبو بكر حلًا قانونيًا عمليًا يُمكن من خلاله تنظيم الأمور المالية بشكل يحمي ممتلكات الشخص دون أن يفقد السيطرة عليها خلال حياته.
وأوضح خالد أبو بكر أنه يمكن الاستفادة من نظام "البيع مع الاحتفاظ بحق الرقبة"، وهو إجراء قانوني يسمح للشخص ببيع ممتلكاته إلى أحد الورثة أو أحد أفراد الأسرة، مع الاحتفاظ بحق الانتفاع بها طوال حياته، على أن تنتقل الملكية رسميًا بعد الوفاة.
وقال: "بهذه الطريقة، تضمن أن أملاكك في أيدٍ أمينة، وتحمي نفسك من أي تغيّر في النفوس بعد الرحيل، دون أن تفقد سيطرتك عليها خلال حياتك".

رسالة توعية للمجتمع المصري
اختتم أبو بكر حديثه برسالة توعوية، أكد فيها أن ثقافة تنظيم التركة في حياة المورث يجب أن تصبح جزءًا من الوعي الأسري في مصر، حفاظًا على الترابط بين الأبناء، ومنعًا لحدوث نزاعات تقضي على سنوات من المحبة والاحترام بين أفراد اائلة.
كما دعا إلى تعزيز التفاهم داخل الأسرة ومصارحة الأبناء بالأمور المالية، مشيرًا إلى أن الوقاية خير من العلاج، وأن حماية الأسرة من الانقسام تبدأ من قرار واحد بسيط لكنه بالغ الأثر: تنظيم الميراث مبكرًا وبشكل عادل وموثق.