السيد عبدالقادر: الظلم في الميراث من أخطر الذنوب .. والجشع أساس النزاع

في حديث مؤثر ومهم حول واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية والشرعية تعقيدًا، حذر الشيخ السيد عبدالقادر، إمام وخطيب مسجد الحسين، من خطورة الظلم في الميراث، الجشع أساس النزاع، مشيرًا إلى أن هذه المسألة تمثل سببًا رئيسيًا لتعطيل البركة والتوفيق في حياة كثير من الناس.
جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، المذاع على قناة CBC، حيث ناقش الشيخ السيد عبدالقادر الآثار الشرعية والدنيوية المترتبة على التعدي على حقوق الورثة، وأهمية تطبيق أوامر الله تعالى في تقسيم التركات دون تحايل أو اجتهاد بشري يتجاوز حدود الشرع.
حدود إلهية لا اجتهاد فيها
أكد السيد عبدالقادر أن أحكام الميراث ليست قابلة للاجتهاد أو التغيير، فهي أوامر إلهية صريحة جاءت في القرآن الكريم بنصوص واضحة، قال تعالى: "تلك حدود الله"، مشيرًا إلى أن التلاعب في توزيع الإرث يُعد تعديًا صريحًا على حدود الله ورسوله.
وأوضح السيد عبدالقادر أن الله سبحانه وتعالى هو الذي حدد أنصبة كل فرد في التركة، سواء كان ذكرًا أو أنثى، أبًا أو أمًا، أخًا أو أختًا، مؤكدًا أن العدالة الإلهية لم تترك بابًا للاجتهاد أو التفضيل الشخصي في هذه المسألة.
الطمع والجشع
أشار السيد عبدالقادر إلى أن السبب الرئيسي في النزاعات المتعلقة بالميراث هو الطمع وحب المال، موضحًا أن الإنسان حين ينساق خلف شهوته المالية ويظلم إخوته أو أفراد أسرته، فإنه يقع في كبيرة من الكبائر، وقد يُعجل له العقاب في الدنيا قبل الآخرة.
وقال: "هناك ذنوب يُؤخر الله عقوبتها للآخرة، ولكن الظلم خاصة في الميراث من الذنوب التي يُعجل الله بها العقوبة في الدنيا، سواء بفقد البركة أو خراب البيوت أو فساد الذرية".
أكل حقوق الورثة
شدد عبدالقادر على أن من يأكل ميراث غيره أو يمنعه عن أهله، يقع في إثم عظيم، وهو نوع من أكل أموال الناس بالباطل، وقد توعد الله فاعله بعذاب مهين، كما ورد في قوله تعالى: "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين".
وأضاف: "المال الحرام لا يدوم، وأخذ ما ليس لك من حق الميراث سينقلب عليك خسرانًا في الدنيا وعقوبة في الآخرة. يجب أن نتحرى العدل ونُرضي الله قبل أنفسنا".

دعوة للتقوى والعدل داخل الأسرة
في ختام حديثه، وجه الشيخ السيد عبدالقادر رسالة إلى الأسر المسلمة، داعيًا إلى الالتزام بتقوى الله عند تقسيم الميراث، والحرص على أداء الحقوق كاملة دون تحايل أو استئثار، لأن العدل هو أساس بقاء المودة داخل العائلة، والظلم هو أول طريق لتفككها وضياع بركتها.