السمنة بين الأطفال والبالغين.. خطر يهدد أطفال المملكة المتحدة

كشفت دراسة عالمية حديثة نُشرت في مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية، عن أرقام صادمة تُظهر تفاقم أزمة السمنة بين الأطفال والبالغين في المملكة المتحدة، حيث أصبح الأطفال البريطانيون الآن من بين الأكثر بدانة في أوروبا، بل ويتنافسون مع نظرائهم الأمريكيين في معدلات السمنة.
وتُظهر البيانات، أن ثمانية من كل عشرة بالغين بريطانيين قد يعانون من السمنة المفرطة بحلول عام 2050، وهو ما وصفه الخبراء بـ"المأساة العميقة والفشل المجتمعي الهائل".
ووفقًا للدراسة، التي تُعد الأكثر شمولًا حتى الآن؛ فإن معدلات السمنة في المملكة المتحدة تتزايد بشكل كبير، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة، ومن المتوقع أن يعاني ستة ملايين شخص تقل أعمارهم عن 25 عامًا من زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050، وهو ما يقارب ضعف الرقم المسجل في عام 1990.
وتشير التوقعات إلى أن 40% من الفتيات البريطانيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 5 و14 عامًا سيعانين من زيادة الوزن أو السمنة خلال الـ15 عامًا القادمة، مقارنة بـ31% في عام 2021، أما الأولاد في نفس الفئة العمرية، فمن المتوقع أن يعاني ثلثهم من هذه المشكلة، مقارنة بـ20% حاليًا.
المملكة المتحدة في صدارة أوروبا
تحتل المملكة المتحدة حاليًا المرتبة الأولى في أوروبا من حيث معدلات السمنة بين الأطفال، متساوية مع ألمانيا، حيث يعاني 2.4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا من زيادة الوزن أو السمنة، وتأتي إيطاليا في المرتبة التالية مع 1.2 مليون طفل، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأرقام في الارتفاع، حيث يُتوقع أن يصل عدد الأطفال البريطانيين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن إلى 2.6 مليون بحلول عام 2050، مقارنة بـ2.7 مليون في ألمانيا.
وليست بريطانيا وحدها؛ بل امتدت الأزمة لتصل إلى الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن ترتفع معدلات السمنة وزيادة الوزن بنسب مماثلة، وبحلول عام 2050، ستشهد الولايات المتحدة زيادة بنسبة 60% في عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا والذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة مقارنة بعام 1990.
تداعيات صحية واجتماعية خطيرة
و تُعد السمنة عامل خطر رئيسي للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان.
وتؤكد الدراسة أن الأجيال الحديثة تكتسب الوزن بشكل أسرع من الأجيال السابقة، مما يعرضهم لخطر الإصابة بهذه الأمراض في سن مبكرة، وقد حذرت البروفيسورة إيمانويلا غاكيدو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من أن "الوباء العالمي غير المسبوق لزيادة الوزن والسمنة هو مأساة عميقة وفشل مجتمعي هائل."
و دعا الخبراء إلى اتخاذ إجراءات سياسية عاجلة لمواجهة هذه الأزمة، بما في ذلك تحسين النظم الغذائية وخلق بيئات معيشية أكثر صحة، وأشارت الدكتورة جيسيكا كير، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى أن "هناك حاجة إلى التزام سياسي أقوى بكثير لتحويل الوجبات الغذائية والبيئات المعيشية، سواء كان ذلك من خلال الحد من الأغذية المصنعة أو زيادة المساحات الخضراء والحدائق."
و تُظهر هذه الدراسة أن أزمة السمنة ليست مجرد مشكلة صحية فردية، بل هي قضية مجتمعية تتطلب تدخلات واسعة النطاق على مستوى السياسات العامة، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية، فإن العواقب الصحية والاقتصادية ستكون وخيمة، ليس فقط في المملكة المتحدة، ولكن على مستوى العالم.
المصدر:dailymail