عاجل

حسين مشيك: تفجير جسر «كيرتش» يُشعل توتراً جديداً بين موسكو وكييف

تفجير جسر كيرتش
تفجير جسر كيرتش

أفاد حسين مشيك، مراسل "قناة القاهرة الإخبارية" من موسكو، أن السلطات الروسية، بما فيها وزارة الدفاع والكرملين، لم تُصدر حتى الآن أي بيان رسمي بشأن الأنباء الأوكرانية التي تحدثت عن تفجير تحت الماء استهدف دعامات جسر كيرتش، الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، بواسطة أكثر من طن من المتفجرات.

ورغم الصمت الرسمي، أشار حسين مشيك خلال مداخلته مع الإعلامية رغدة أبو ليلة إلى أن بعض المراسلين الحربيين الروس تحدثوا عن وقوع تفجير جزئي أصاب الجسر، دون أن تؤكد الجهات الرسمية صحة هذه الروايات حتى الآن، مضيفًا أن حالة الطوارئ التي فُرضت بعد الحادث تم رفعها بعد ساعات قليلة، ما يزيد من الغموض حول حجم الضرر الحقيقي.

الضربة الثالثة لهذا الجسر الحيوي

في حال تم التأكد من صحة الأنباء، فإن هذا التفجير يُعد الهجوم الثالث من نوعه الذي يستهدف جسر كيرتش، وهو من أهم المنشآت الاستراتيجية التي تربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويمثل الجسر شرياناً حيوياً للإمدادات العسكرية والاقتصادية الروسية، وبالتالي فإن استهدافه يُشكل ضربة مباشرة للبنية التحتية ويُربك خطوط الإمداد جنوب أوكرانيا.

وأكد حسين مشيك أن أي ضرر جسيم في الجسر ستكون له تداعيات سياسية وعسكرية كبيرة، كما أنه سيزيد من الضغوط على القيادة الروسية في ظل التصعيد المتواصل من الجانب الأوكراني.

التصعيد الأوكراني 

من جانب آخر، أشار حسين مشيك إلى أن الهجمات الأوكرانية تصاعدت في الآونة الأخيرة بشكل لافت، لتشمل منشآت حيوية ومطارات عسكرية في عدة مناطق روسية، من بينها مورمانسك، إيركوتسك، زابوروجيا، خيرسون، وكورسك، ما يعكس تحولاً في نمط الاستهداف وخروج العمليات عن الإطار الجغرافي التقليدي للمعارك.

وتابع حسين مشيك: "رغم تمسك موسكو سابقًا بسياسة "ضبط النفس" لتجنب الانجرار إلى مواجهة أوسع، فإن وتيرة الهجمات الأوكرانية الأخيرة تفرض معادلة جديدة، تُحتم على روسيا اتخاذ خطوات عسكرية أكثر حسمًا، وفقاً لتقديرات المحللين الروس."

الرد الروسي يبدأ بصواريخ "كينجال" 

وبالفعل، بدأت ملامح الرد الروسي تظهر صباح اليوم، حيث تم استخدام محدود لصواريخ "كينجال" الفرط صوتية، التي تُعد من بين الأسلحة الأحدث والأسرع في الترسانة الروسية. ورغم محدودية الضربة الأولى، فإن التوقعات تشير إلى تصعيد قادم قد يكون أوسع وأكثر قوة خلال الأيام المقبلة.

وجاءت تصريحات ديميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، لتؤكد هذا الاتجاه، حيث توعّد بأن "الرد الانتقامي قادم لا محالة"، معتبرًا أن المساس بالمنشآت السيادية الروسية لن يمر دون عقاب.

حسين مشيك
حسين مشيك

مرحلة جديدة من الحرب

يبقى السؤال الأبرز الآن: هل يكون تفجير جسر كيرتش نقطة تحول جديدة في مسار الحرب الروسية الأوكرانية؟ التحليلات تشير إلى أن موسكو قد تستغل هذا الحادث كذريعة لتوسيع نطاق الرد، ليس فقط ميدانيًا، بل وربما سياسيًا على الساحة الدولية، خاصة في ظل التوترات مع الناتو والولايات المتحدة.

وبينما يترقب العالم طبيعة الرد الروسي، يبقى الجسر المستهدف رمزًا للصراع المتجذر بين موسكو وكييف، وضحية جديدة في حرب لم تعد تقتصر على جبهات القتال التقليدية، بل تمتد إلى أعماق البحر ومفاصل الاقتصاد.

تم نسخ الرابط